يواجه أصحاب زارعة القوقعة في الأردن ، معاناة من كل حدَب وصوب ، نفسية تارة ومادية تارة أخرى، نتيجة نقص الدعم المقدم لهم، مما يشكل أعباءً حادة ، من أهمها تكلفة العلاج وصيانة القوقعة، ضاربين عرض الحائط مطالبين الجهات المعنية للنظر إليهم .
كما ويعاني الأهالي من تكلفة صيانة سماعة القوقعة التي تعتبر التزاماً شهرياً وتتراوح ما بين 50 و100 دينار من صيانة أسلاك والبطارية ، الأمر الذي دفع الأهالي لعدم مقدرتهم على توفير سماعة القوقعة لأبنائهم مما حرموا من السمع وحتى التعليم بسبب حالتهم الصحية.
من جانبه قال استشاري الأنف والأذن والحنجرة الدكتور محمد طوالبة ، إن القوقعة عبارة عن جهاز يتم زراعته للمرضى إلكتروني جزء داخل الأذن والجزء الآخر خارجها، مشيراً أن أولئك الذين يحتاجوا لعملية، هم المرضى الذين يكون الضعف السمعي لديهم شديد ولا يستفيدوا من المعينات السمعية.
وأضاف طوالبة لـ"صوت عمان " أن الأطفال الذين خلقت معهم الضعف السمعي، من الأفضل يتم زراعة القوقعة قبل عمر 4 سنوات، مشيراً أنه إذا تم التأخير على الطفل لزراعة القوقعة يحدث كسل في العصب السمعي وإذا تمت الزراعة لهم بعد ذلك تكون الفائدة محدودة.
وأشار إلى أن عملية زراعة القوقعة تكون تحت البنج العام، جرح خلف الأذن مدتها 3 ساعات ، وبعد أسبوعين من إجراءالعملية يتم مراجعة اخصائي السمعيات ليقوم بتشغيل جهاز القوقعة وضبط إعداداته ،لافتًا أن الأطفال ما قبل النطق يحتاجوا إلى دروس وتدريبات مكثفة نطقية ولفترات طويلة.
ولفت الطوالبة أن سعر جهاز القوقعة كان في الماضي ، مرتفع جداً، حيث كانت التكلفة قرابة 30 ألف دينار ،لكن في الحاضر أصبح تكلفة الجهاز مع العملية 10 آلاف دينار، لافتاً أن بعد الزراعة يصبح المريض بحاجة متابعة لجهاز القوقعة من صيانة ، ولا توجد حاجة لتغيير دوري للأسلاك وبعض الأجهزة يرفق معها شاحن ولا تحتاج لبطاريات والبعض الآخر بحاجة لبطاريات بشكل مستمر و دائم، ولكن عندما يلعب الطفل يؤدي في أغلب الأحيان لتعطيل الجهاز من خلال اللعب .
وقال طوالبة، إن هنالك مبادرة سمو الأمير الحسين لزراعة القوقعة ،وتجرى المبادرة في الخدمات الطبية ومستشفى الملك عبدالله المؤسس .
وأضاف: "مبادرة ولي العهد "سمع بلا حدود" تدعم الأطفال الذين يعانون من تحديات سمعيّة ليكونوا أفراداً مندمجين وفاعلين في المجتمع، ويتم العمل عليها بالشراكة مع الخدمات الطبية الملكية، ووزارة الصحة بصفتهم مزودي الخدمات الصحيّة الأكبر في الأردن، حيث يقوم الشركاء بتأمين أجهزة القوقعة لمحتاجيها، وتوفير الدعم الطبي من خلال إجراء الفحوصات الطبية قبل العملية بالإضافة لمتابعات بعد العملية وبرمجة الجهاز الخارجي للقوقعة".