قام المستشار الأعلى لجامعة البترا ومجلس أمنائها دولة الأستاذ الدكتور عدنان بدران باستقبال الخبير الدولي بتطوير التعليم الدكتور لورنس جولدمان، بحضور مساعد رئيس الجامعة للتعاون الدولي الأستاذ الدكتور عمر عطاري، وخبير تطوير الأعمال الدّكتور سمير برهومة. ويأتي لقاء بدران وجولدمان ضمن سلسلة لقاءات يجريها جولدمان مع عدد من رجال التّعليم العالي في الأردن لبحث سبل توفير دعم أمريكيّ لتطوير التّعليم العالي الأردنيّ.
وأكد بدران ضرورة توجيه مؤسسات التّعليم العالي لتكون حاضنة للإنتاج المعرفة والابتكارات، قائلًا: "إنّ الأمم التي تنتج وتمتلك المهارة والمعرفة هي التي تستطيع أن تتطور وتنمو، والأمة التي لا تنتج المعرفة ستكون مستهلكة لإنتاج الآخرين".
وأضاف بدران: "إنّ جامعة البترا تنتهج سياسة تعليميّة، تشكّل خصوصيّة لها، وتقوم هذه السياسة على وضع سقوف لأعداد الطّلبة، بحدود السبعة آلاف طالب، ولا تتجاوز الثمانية آلاف، ما يضمن توفير بيئة تعليميّة مناسبة، وتقديم برامج أكاديميّة متنوعة تتميز بمستوى التّعليم، وجودة المخرجات، وتُساهم في إعداد الطّلبة إعدادًا أكاديميّا وتربويًّا متميّزًا يمكنهم من المنافسة في سوق العمل بكفاية واقتدار. فضلًا عمّا تشهده جامعة البترا بفضل هذه السياسة التّعليمية من سرعة في إنجاز المعاملات، وتحقيق التواصل بين الأطر الإدارية والأكاديميّة في داخل الجامعة من القاعدة إلى رأس الهرم الإداري".
ودعا بدران إلى ضرورة التّشاركيّة بين الجامعات الخاصة ومؤسسات المجتمع المحلي والدولي، مؤكّدًا أنّ إحدى المشكلات التي تواجه التعليم الخاص والحكومي هي عدم الشراكة فيما بين مؤسسات التعليم؛ إذ إنّ كل جامعة خاصة أو حكومية تعمل وحدها.
وأشار بدران إلى ضرورة الاهتمام بركائز التعليم، بإكساب المتعلّم لمهارة التفكير المبدع، وتطوير مهارات البحث العلمي المرتبط بمخرجات التعلم وبسوق العمل، مع إتقان استخدام أدوات التعليم الالكتروني.
وفي هذا السياق أكّد بدران ضرورة توجه سياسة التعليم إلى الارتقاء بأساليب التدريس الفعال والمدمج من خلال الشراكات مع رجال الأعمال، واستخدام وسائل متطورة في تكنولوجيا التعليم تعين الباحثين على الابتكار والإبداع.
وتحدّث بدران عن مسؤولية الحفاظ على النظام البيئي وتوازنه، بحيث لا تتعارض استفادتنا منه مع خصوصيته، ولا يحدث خلل في تماسك هذا النظام. وحذّر بدران من مغبّة الإفراط في توجّهات الباحثين بما يهدّد سلامة النظام البيئي.
واستعرض بدران بعض مظاهر البيئة التّعليميّة الجاذبة والمناسبة التي توفرها جامعة البترا للطّلبة والمدرّسين، وتساعدهم على التّطور والإبداع والابتكار، ومن أمثلة هذه البيئة الجاذبة: المسطحات الخضراء، وشلالات المياه، والخدمات، إضافة إلى الإنارة لكل وحدات الجامعة المتصلة بنظام خاص لمحولات الكهرباء القائم على استخدام الطاقة الشمسية وأجهزة الكهرباء الخاصة الصديقة للبيئة، وذلك للتحكّم باستهلاك الطاقة الكهربائية، كما أنّ الجامعة لديها بئرًا خاصّة، ومحطة مياه تنقية لتزويدها بما يلبي احتياجاتها من الماء، ويحافظ على مرافقها، ومسطحاتها الخضراء، وملاعبها المغطاة بالأعشاب. وأضاف أنّ الجامعة تستخدم السيارات الكهربائية داخل الحرم الجامعي للتحكّم ببيئة خالية من غازات الكربون، كما خصّصت الجامعة طريقًا خاصة بالسيارات والباصات (الطريق الدائري)، بينما خصصت الطرق الداخلية للمشاة.
وفي نهاية اللقاء أشار بدران الى الإنجازات التي حققتها البترا في مجال الحصول على شهادات الاعتماد الدولي البريطانيّ (ASIC) والأمريكي (ABET) والألماني (ASIIN) علاوة على الاعتماد الأردني.