2024-11-28 - الخميس
00:00:00

منوعات

عملية قتل "وحشية" لنحو 1400 دلفين في يوم واحد تثير غضبا واسعا

{clean_title}
صوت عمان :  


أدت ممارسة صيد الدلافين في جزر فارو إلى فرض رقابة دقيقة في أعقاب قتل ما يزيد على 1400 من الدلافين في يوم واحد، فيما يعتقد أنه صيد قياسي.

وكانت مجموعة من الدلافين ذات الوجه الأبيض قد دُفعت إلى السباحة دخولا إلى أكبر مضيق بحري في الإقليم الواقع شمالي الأطلسي يوم الأحد.

وتبعتهم قوارب في المياه الضحلة على شاطئ سكالابنتور في إيستوروي، حيث قتل الصيادون الدلافين بالسكاكين.

وسحب الصيادون أجسامها إلى الشاطئ لتوزيعها على السكان المحليين للاستهلاك.

وتُظهر لقطات تصويرية صيد الدلافين وهي تسبح في المياه، التي تحولت بدمائها إلى اللون الأحمر، بينما وقف مئات الأشخاص على الشاطئ يشاهدونها.

ويُعرف صيد الثدييات البحرية، الحيتان بشكل أساسي، باسم "غريند" (أوGrindadrap في جزر فارو) وهو تقليد يُمارس منذ مئات السنين في جزر فارو النائية.

وتقول حكومة جزر فارو إن نحو 600 حوت طيار يجري صيدها كل عام في المتوسط، كما يجري صيد الدلافين ذات الوجه الأبيض بأعداد أقل، مثل 35 من الدلافين في عام 2020 و10 دلافين في عام 2019.

ويقول المؤيدون إن صيد الحيتان طريقة مستدامة لجمع الطعام من الطبيعة وجزء مهم من هويتهم الثقافية، بينما يعارض نشطاء حقوق الحيوان ذلك، معتبرين أن الذبح ممارسة وحشية وغير ضروري.

ولم تكن عملية صيد يوم الأحد مختلفة، إذ طوّقت مجموعات حماية البيئة الدولية الصيادين اعتراضا على قتل الدلافين.

بيد أن حجم القتل على الشاطئ صدم العديد من السكان المحليين، بل أثار انتقادات من الجماعات المشاركة في هذه الممارسة.

وقال بيارني ميكلسن، عالم الأحياء البحرية من جزر فارو، بعد وضع عدد الدلافين المقتولة في الاعتبار، إن السجلات أظهرت أن هذا هو أكبر عدد من الدلافين يُقتل في يوم واحد في جزر فارو، وهي منطقة تتمتع بالحكم الذاتي وتتبع الدنمارك.

وأضاف أن الرقم القياسي السابق كان 1200 في عام 1940، وكان ثاني أكبر صيد في عام 1879 وعدده 900، و856 في عام 1873، و854 في عام 1938.

واعترف أولافور سيورداربيرغ، رئيس جمعية صائدي الحيتان في جزر فارو، خلال مقابلة لبي بي سي، بأن القتل كان مفرطا.

لماذا قُتل هذا العدد الكبير من الدلافين؟

"صدمة بين الناس"

قال سيورداربيرغ، الذي لم يشارك في المطاردة: "كان خطأ فادحا. عندما عُثر على الصيد، قدروه بـ 200 دلفين فقط".

وأضاف أنه عندما بدأت عملية القتل اكتشفوا الحجم الحقيقي للصيد.

وقال: "كان يجب أن يتحلى أحد الأشخاص بمعرفة أفضل. معظم الناس يشعرون بصدمة مما حدث".

وعلى الرغم من ذلك، ووفقا لسيورداربيرغ، حصلت عملية الصيد هذه على موافقة السلطات المحلية، ولم تنتهك أي قوانين.

وتخضع عمليات الصيد للتنظيم في جزر فارو، وهي غير تجارية وتُنظم على مستوى المجتمع، وغالبا تحدث بشكل عفوي عندما يكتشف شخص ما صيدا من الثدييات البحرية.

ويجب أن يكون لدى الصيادين شهادة تدريب رسمية تؤهلهم لقتل الحيوانات كشرط للمشاركة في عملية الصيد.

"قانوني لكن غير شائع"

قال سجوردور سكالي، النائب الدنماركي عن جزر فارو، إن قتل الدلافين ذات الوجه الأبيض "قانوني لكنه غير شائع".

وزار سكالي شاطئ سكالابوتور للتحدث إلى السكان المحليين يوم الاثنين، وقال: "الناس غاضبون".

وعلى الرغم من ذلك دافع عن الصيد ووصفه بأنه "إنساني" إذا حدث بطريقة سليمة.

وتتضمن عملية الصيد استخدام رمح صُمم خصيصا لقطع الحبل الشوكي للحوت أو الدلفين قبل قطع الرقبة.

وباستخدام هذه الطريقة، يستغرق الأمر "أقل من ثانية لقتل حوت"، بحسب تعبير سكالي.

وقال: "من وجهة نظر الرفق بالحيوان، إنها طريقة جيدة، أفضل بكثير من حبس الأبقار والخنازير".

وعارضت مجموعة من حملة "سي شيبرد" ذلك الأمر، قائلة إن "قتل الدلافين والحيتان الطيارة نادرا ما يكون بالسرعة التي تصفها حكومة جزر فارو".

تقول المجموعة: "قد تتحول عمليات الصيد إلى مذابح تستغرق وقتا طويلا وتتسم بالفوضى في كثير من الأحيان".

استعدوا لرد فعل عنيف

تشير دراسات إلى أن معظم الناس يعارضون الذبح الجماعي للدلافين في جزر فارو.

وقال تروندور أولسن، الصحفي في محطة إذاعة "كرينغفارب فورويا" في جزر فارو، إن رد الفعل الوطني يوم الأحد كان "الذهول والصدمة بسبب العدد الكبير للغاية".

وأضاف: "أجرينا استطلاع رأي أمس وسألنا عما إذا كان ينبغي أن نستمر في قتل هذه الدلافين. قال ما يزيد قليلا على 50 في المئة من الأشخاص لا، بينما قال ما يزيد قليلا على 30 في المئة نعم".

وعلى النقيض، قال أولسن أيضا إن هناك استطلاعا منفصلا أشار إلى أن 80 في المئة قالوا إنهم يريدون الاستمرار في قتل الحيتان الطيارة.

وتتيح استطلاعات الرأي لمحة سريعة للرأي العام بشأن قتل الثدييات البحرية.

ومرت الانتقادات الموجهة لعمليات الصيد في جزر فارو بمراحل مد وجزر على مدار سنوات، وتبرز على الساحة بين الحين والآخر، كما حدث في الفيلم الوثائقي الشهير "Seaspiracy" على نيتفليكس في وقت سابق العام الجاري.

بيد أن هذه المرة يقول السكان المحليون إن رد الفعل، لاسيما داخل مجتمع صيد الحيتان، كان مروعا بشكل غير عادي.

وقال أولسن: "كان هناك الكثير من الاهتمام الدولي. أعتقد أن الناس يستعدون لرد فعل عنيف للغاية".

وأضاف: "هذا هو الوقت المناسب لكي يمارس النشطاء مزيدا من الضغط.، سيكون الأمر مختلفا هذه المرة لأن الأرقام كبيرة جدا