اقتحم 274 مستوطنا، أمس الإثنين، المسجد الأقصى المبارك بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي عزّزت إجراءاتها العسكرية في البلدة القديمة؛ بسبب عيد الفصح اليهودي.
وقال مسؤول العلاقات والإعلام في دائرة الأوقاف الاسلامية بالقدس المحتلة، فراس الدبس، إنّ عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة على شكل مجموعات كبيرة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته.
وأضاف أنّ شرطة الاحتلال شددت من إجراءاتها الأمنية وتعزيز قواتها في البلدة القديمة وأزقتها، وذلك بحجة أداء شعائر عيد الفصح اليهودي. وأوضح شهود عيان أن من بين المقتحمين لباحات الأقصى، المستوطن المتطرف أرييه إلداد، وهو ما يطلقون عليه «عراب التقسيم الزماني» للأقصى.
وشددت قوات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها العسكرية في البلدة القديمة بالقدس المحتلة في إطار احتفالاتها بعيد الفصح اليهودي، كما فرضت طوقا أمنيا مشددا في محيطه وحولت الأقصى إلى ثكنة عسكرية لحماية المستوطنين المقتحمين.
وأضاف أن شرطة الاحتلال شددت إجراءاتها الأمنية وعززت قواتها في البلدة القديمة وأزقتها، ومنعت الشبان والنساء والرجال من دخول الأقصى وقامت باحتجاز هويات العديد منهم.
وعلى صعيد متصل، حذر مسؤول ملف مقاومة الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، أمس، من مخططات إرهابية لمستوطنين متطرفين يهود من جماعات «تدفيع الثمن»، في محافظة سلفيت بشكل خاص وشمال الضفة بشكل عام. وقال دغلس في بيان إن خلايا إرهابية للمستوطنين تنشط في محافظة سلفيت وبشكل خاص في ريفها الغربي، ولاسيما بلدات كفر الديك ودير بلوط وبروقين وبديا.
إلى ذلك، كشفت مصادر إعلامية عبرية، عن تنفيذ جيش الاحتلال حملات اعتقالات كبيرة في صفوف الفلسطينيين، في الضفة الغربية المحتلة.
وذكرت قناة «12 العبرية»، أن جيش الاحتلال قام «بحملة اعتقالات كبيرة في جميع أنحاء الضفة الغربية، واستهدف بشكل خاص نشطاء حماس». وأوضح الإعلام الإسرائيلي، أن قوات الاحتلال صادرت أموالًا، واعتقلت العشرات من النشطاء الفلسطينيين. وادعى جيش الاحتلال أن بعض المعتقلين متهمون بالمقاومة الشعبية، وأن البعض الآخر اعتقل للتحقيق معه، في إطار الاعتقالات الوقائية.
في موضوع آخر، يحيي الفلسطينيون اليوم، ذكرى يوم الأرض الفلسطيني، والذي يصادف الثلاثين من آذار من كل عام، بالتزامن مع جملة من المنعطفات السياسية والأمنية التي تعصف بالقضية الفلسطينية، بدءا من اتفاقات تطبيع بعض الحكومات العربية مع الاحتلال الإسرائيلي، مرورا باستمرار سياسة التهويد ضد الأراضي في الضفة والقدس المحتلة، بالإضافة إلى مشاريع الاستيطان والتوسع الديمغرافي.
ووصولًا إلى مواجهة أكثر من 28 عائلة فلسطينية في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة خطر التشريد، بعد أن تلقوا إشعارات من قبل قوات الإحتلال الإسرائيلي بإخلاء البيوت، من أجل هدمها في الثاني من أيار المقبل. في المقابل يرفض الفلسطيني، قرارات المحاكم الإسرائيلية، مع استمرار مطالبته باتخاذ اجراءات حاسمة ضد «التطهير العرقي» لأبناء القدس المحتلة.
ويعود السبب الرئيسي لإحياء ذكرى يوم الأرض إلى هبة الفلسطينيين الشعبية في 30 آذار 1976، ردا على قرار الاحتلال بمصاردة نحو 21 ألف دونم من أراضي منطقة الجليل، وفقا لمشروع تهويدي كانت تسعى إليه «إسرائيل» آنذاك لإقامة مستوطنات إسرائيلية.
يومها، تعاملت قوات الاحتلال الإسرائيلي مع احتجاجات أصحاب الأرض بعنف شديد، مأ أدى إلى استشهاد 6 فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات منهم؛ ليعلن الفلسطيني يومها أن الثلاثين من آذار، هو يوم الأرض الفلسطيني.
وتواصل «إسرائيل» منذ ذلك الوقت، سياسة التهويد ومصادرة آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية، وهدم البيوت ، من خلال ما تمارسه صباح مساء في أحياء القدس المحتلة، مثل «الشيخ جراح والبستان وجبل المتكبر»، بالإضافة إلى «أراضي الـ48»، وما يتعرضون له من انتهاكات على يد الشرطة الإسرائيلية.
إلى ذلك احتشد عشرات الفلسطينيين، في موقع أثري شمالي الضفة الغربية، في مسعى منهم لإفشال إدراج الموقع، ضمن مسار سياحي للمستوطنين.
وقال أحمد أبو حشيش، رئيس مجلس محلي بلدة الناقورة، شمال غرب مدينة نابلس، إن الاعتصام يهدف إلى «إفشال مسار استيطاني يمر في هذا الجبل الواقع في منطقة تخضع للسيطرة الفلسطينية». وأضاف أبو حشيش «جبل ومقام الشيخ شعلة، شرقي البلدة، فيه آثار يونانية ورومانية ولا وجود لآثار إسرائيلية».
وتابع «فوجئنا بمواقع استيطانية تنشر مخططا لمسار سياحي يتضمن إقامة صلوات تلمودية في الجبل هذا اليوم، فاحتشد عشرات المواطنين وممثلون عن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (تتبع منظمة التحرير الفلسطينية) لإفشاله».
وقال إن اقتحامات استيطانية فردية استهدفت الموقع سابقا، لكن هذه المرة «تجري المحاولة بحماية وترتيب الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل». وأضاف «التخوّف الحقيقي هو من تحويل الموقع تدريجيا إلى مستوطنة، فكان لا بد من الوقوف في وجه الأطماع الاستيطانية من البداية».