كتب عبدالرحمن خلدون شديفات
في مشهد الإعلام الوطني، حيث تتطلب القيادة مزيجاً فريداً من البصيرة والحنكة، بشير المومني كشخصية محورية في هيئة الإعلام. إنه القائد الذي يجسد التناقض الظاهري بين الهدوء العميق والصلابة الراسخة في اتخاذ القرار. مدير لا يعرف التردد، وقائد لا تحيده التحديات عن بوصلة هدفه.
لم يكن أسلوب المومني في القيادة مجرد إدارة روتينية، بل كان بناءً استراتيجياً لجسور الأمل، تم إنجازه في صمت مؤثر. لقد امتلك القدرة على معالجة أعقد الملفات السياسية بحنكة فائقة، مفضلاً دائماً التركيز على إبراز الحلول الفعالة قبل الخوض في متاهات المشكلات. خبرته القانونية والتشريعية العميقة شكلت ركيزة أساسية في تعزيز قدرات الهيئة، لا سيما في مجال الرقمنة وتقوية المواقع الإخبارية الإلكترونية. كما كان له دور حاسم في استعادة النظام والانضباط للمشهد الإعلامي، عبر مواجهة الصفحات التي خالفت أخلاقيات المهنة، ليؤكد بذلك على دور الإعلام الوطني في التنوير ويحافظ على مصداقيته.
ما يميز بشير المومني بشكل لافت هو ثقافته الشاملة التي تتجاوز حدود الإدارة. إنه ليس مجرد مدير، بل عقل مستنير يحيط بالمعارف السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإعلامية على حد سواء. هذا العمق المعرفي يجعل من كل كلمة ينطق بها ليست مجرد معلومة عابرة، بل درساً في الدقة، والموضوعية، والرؤية التحليلية الثاقبة. أسلوبه الهادئ في التواصل، وحواره الرصين القائم على الاحترام، أكسبه احترام وتقدير الجميع، سواء قبل تسلمه دفة القيادة أو بعدها. وتتجلى شفافيته المطلقة في إجاباته الواضحة والمباشرة، فيما يعكس الترتيب المنطقي لأفكاره سرعة بديهته وقوة فكره النيّر. إنه بمثابة العين اليقظة التي ترصد كل حدث، وتخضعه لتحليل قانوني دقيق، مع إصرار لا يتزعزع على تقديم مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار.
نشيد بالجهود المخلصة والتناغم المشهود في هيئة الإعلام وكوادرها المتميزة، ونتقدم بجزيل الشكر والتقدير لـ "ربان السفينة" بشير المومني، الذي يمثل نموذجاً للقيادة المسؤولة والداعمة لفريقه، مقدماً دليلاً ملموساً على أن القيادة الحكيمة والرؤية الواضحة هما أساس بناء إعلام وطني قوي، ملتزم، وموثوق.