في سبيل توفير مركز متخصص للعلوم الدينية والمعرفية، ومساحة للنساء، أفتتحت قطر مركزا فريدا وملهما حمل اسم "المجادلة"
المركز استلهم اسمه من سورة المجادلة في القرآن الكريم، حيث كانت الصحابية الجليلة "خولة بنت ثعلبة" رضي الله عنها، نموذجًا للمرأة التي تسعى لإيجاد الحلول والتي حاورت الرسول صلى الله عليه وسلم في موضوع الطلاق.
.
تمثل خولة إرث النساء المسلمات اللاتي لجأن إلى الله سبحانه وتعالى وبحثن عن سبل مواجهة التحديات من خلال إيمانهن الراسخ، كما يتجلى ذلك في قصص هاجر وآسية ومريم.
خدمات "المجادلة"
يهدف مركز ومسجد "المجادلة" إلى دمج التعاليم الإسلامية مع متطلبات العصر الحديث، مقدماً برامج وفعاليات متنوعة تدعم المرأة في جميع جوانب حياتها.
وتسعى هذه المبادرات إلى تعزيز ثقة المرأة دينياً ودعم نموها الديني والشخصي من خلال المعرفة الموثوقة والإرث الفكري الإسلامي
يفتح المركز أبوابه لكافة النساء المتواجدات في دولة قطر من مختلف الأصول والمنابت، ومن عمر الـ9 إلى مختلف الفئات العمرية.
برنامج وفعاليات متنوعة
وأسس المجادلة بمبادرة من صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، بهدف تعزيز الهوية الإسلامية للنساء وتوعيتهنّ بأمور دينهن ودنياهن، في بيئة مناسبة للتعبد والتعلم والتطوير.
افتتح "المجادلة" أبوابه للمجتمع في حدث احتفالي في فبراير 2024، حيث تم تقديم المرافق والمدربين والبرامج لتعريف الضيوف بما يقدمه المركز.
يمكن للزائرات الاستفادة من مكتبة "المجادلة" ومساحات التجمع والمقهى والحدائق، بالإضافة إلى المسجد المخصص للنساء.
ووفقا للموقع الرسمي فإنه يتاح للنساء زيارة "المجادلة" بدون تسجيل بين الساعة 8 صباحًا و8 مساءً للاستمتاع بالمرافق العامة.
ولمزيد من المعلومات حول المركز والمسجد، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني [www.almujadilah.qa](http://www.almujadilah.qa).
الركائز الأساسية للمجادلة
يملك مركز المجادلة رؤية فريدة، حيث يهدف إلى تعزيز المعرفة والثقافة لدى المرأة المسلمة لتتمكن من تعزيز فهمها وثقتها بنفسها وبهويتها الإسلامية.
ويرتكز عمل "المجادلة" على ثلاث ركائز رئيسية:
1. البرامج الدينية و التطويرية والاجتماعية:
يقدم المركز برامج تعليمية متخصصة في القرآن الكريم، وتفسيره، وتحفيظه، كما يقوم بدمج مبادئ وأساسيات الدين الإسلامي الحنيف مع العلوم الحالية مثل الصحة النفسية والعلاقات الأسرية وغيرها.
ويشار إلى أن القائمون على البرامج الدينية يعدون من المدرسين الثقة المعتمدين، عدا عن وجود لجان إشرافية تساعد في عملية التقييم.
أما فيما يتعلق بالبرامج التطويرية فإنها تهدف إلى تزويد المرأة المسلمة بالأدوات اللازمة للتعامل مع التحديات المعاصرة وتحقيق الرفاه المتكامل من منظور إسلامي.
وحول البرامج الاجتماعية فهي تعتمد على الحوار وتبادل الافكار ومناقشة مواضيع بهدف تبادل الأفكار في بيئة آمنة وموثوقة.
2. البحوث: يعمل المركز على إجراء بحوث تتعلق بالمرأة المسلمة، مسلطاً الضوء على تحدياتها في العصر الحالي، بهدف استنباط دروس وحكم تعزز دورها في المجتمع.
وفي بحوث المركز يتم إدراج الواقع الحياتي للمرأة المسلمة بهدف تسليط الضوء على ما تواجهه من تحديات؛ لمساعدتها في اكتشاف الحلول.
3. المساحة والبيئة: يهدف مركز "المجادلة" إلى توفير بيئة مثالية للنساء، تضم مكتبة ضخمة وحدائق ومقهى، بالإضافة إلى المسجد الذي يستقبل النساء فقط في أيام الأسبوع. وتقام صلوات الجمعة في المجادلة حيث يؤم المصلين إمام معين من وزارة الأوقاف.
وسعى مصممي المركز إلى خلق فضاء مثالي للمرأة، حيث حافظوا على التراث وصنعوا مبنى فريد وصمموا مكتبة ضخمة تحتوي على كتب ومجلدات وبحوث تتعلق بالدين الإسلامي والمرأة.
وتوفر المكتبة امكانية القراءة والدراسة والبحث للنساء، فيما يمكن استثمار الحدائق المحيطة ببعض النشاطات، حيث صممت بطريقة تضفي على المكان الكثير من الجمال والخصوصية.
دعوة للمشاركة
المجادلة ترحب بجميع النساء من مختلف الأعمار والخلفيات لتجربة ما يقدمه المركز من خدمات وفعاليات.
يُعتبر المركز مساحة آمنة لتبادل الأفكار وتعزيز المعرفة، مما يساهم في بناء روابط مجتمعية متينة.
ويسعى "المجادلة" ليكون منارة للمعرفة والإيمان، مما يعكس مكانة المرأة المسلمة في المجتمع ويدعم تطورها الشخصي والديني.