الصحة النفسية واضطراباتها،جانب يهمله البعض ويتغاضى عنه ، لكن عواقب هذا الإهمال تستمر بالتفاقم لتصبح سبب رئيسي يؤثر في حياة الشخص ومن حوله.
تعرف الاضطرابات النفسية بأنها اضطرابات عقلية تصيب الفرد بسبب صدمات ، وتؤثر على سير حياة الفرد وعلى مزاجه وتصرفاته.
على مر السنين الأخيرة ،أفادت بعض الدراسات أن النسبة العالمية للاضطرابات النفسية زادت بنسبة 25% حول العالم، مما يعني وجود 2.5 مليون شخص يعاني من اضطرابات نفسية في الأردن، والنسب في تزايد مستمر.
فما هي الأسباب الكامنة وراء هذه النسب المتزايدة؟
بينت منظمة الصحة العالمية في تصريح سابق، أن جائحة كوفيد -19 شكلت عامل مهم في ارتفاع نسبة الاضطرابات النفسية.
واتفق الكثير من الأفراد على هذا المسبب، ولكن البعض منهم لم يعير أي اهتمام للأزمة النفسية التي مروا بها وتجاهلوها، ظنهم بأنها ستتلاشى مع تلاشي الجائحة.
ولكن ما لم يتوقعوه أن الأزمة خزنت بداخلهم ولم يتم علاجها ، بل كان هذا مسبب رئيسي في تفاقمها، ومع مرور الأيام والضغوط المستمرة في مختلف جوانب الحياء سواء العملية أو الاجتماعية، وإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تتطلب جهد كبير من الفرد للتعايش معها ولتأمين حياته ومتطلباته، كانت هذه العوامل سبب في تزايد نسبة الضرر النفسي لدى الأفراد.
من منا لم يعاني يوماً ما من مشاكل نفسية أو صدمات أثرت عليه نتيجة ضغوطات أو مواقف معينة ؟ منا من استطاع تخطيها قبل وصوله لمرحلة العلاج ومنا لم يستطع.
وكوننا نعيش في مجتمع شرقي لحد ما، يعاني بعض الأشخاص من اضطراباتهم بصمت، خوفاً من نظرة المجتمع له وهذا يقودنا لثقافة العيب والتي هي عامل رئيسي يلعب دور مهم في الرحلة العلاجية واستمرارها.
في استطلاع رأي للمجتمع الأردني عن هذا الجانب وعلاجه، تنوعت آراء الأفراد فهناك من أشار أن العلاج النفسي مكلف وليس لديه قدرة على تحمل تكلفته، وهناك من بين خوفه من وصمة العار،وهناك من أكد أن العلاج النفسي مهم جدا وهو كغيره من الأمراض التي تصيب جسم الإنسان مثل الفايروسات والسكري وأمراض القلب وعلاجه واجب، ومن قال أنه لا يؤمن بوجوده.
في ظل هذه النسب المتزايدة ، هل عانيت يوما من اضطراب نفسي ؟ وهل خضعت / ستخضع للعلاج المناسب ؟ وماذا ستكون أولويتك نفسك أم آراء مجتمعك؟