كشفت تقارير أمريكية عن مفاجأة صادمة بشأن أول مريض يخضع لعملية زراعة قلب خنزير في جسده.
وتبين أن المريض ويدعى، ديفيد بينيت الأب،"57 عاما"، ارتكب قبل سنوات جريمة قتل بشعة، بحسب ما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وأفادت الصحيفة أن بينيت قتل شخصا في عام 1988، وطعنه 7 مرات، وأمرت المحكمة الجاني، ديفيد بينيت الأب، بسداد مبلغ 3.4 مليون دولار لشوماكر وعائلته كتعويض، لكن شقيقته قالت إن عائلتها لم تتلق أيا من تلك الأموال.
وأضاف شقيقة الضحية ممتعضة أن "بينيت مضى وعاش حياة طيبة بعد 6 سنوات في السجن، والآن يحصل على فرصة ثانية بقلب جديد، لكني أتمنى، في رأيي، أن تكون قد ذهبت إلى مستلم يستحق ذلك"،بحسب وكالة "سبوتنيك".
وأثار الكشف عن جريمة ديفيد بينيت الأب القديمة جدلا وانقساما في الآراء بين خبراء أخلاقيات الطب، الذين يقولون إن «التاريخ الجنائي للمريض لا ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار عند اتخاذ قرارات بشأن عمليات الزرع».
وقال أستاذ أخلاقيات علم الأحياء بجامعة نيويورك، آرثر كابلان، في تصريحات موقع «بيزنس إنسايدر» الأمريكي: «بشكل عام، لا يأخذ الطب في الحسبان التاريخ الإجرامي في اختيار الأشخاص للعلاج أو التجارب، إن الأطباء يحاولون عدم تمييز الأشخاص السيئين عن الطيبين، إنهم يعاملون الجميع سواء».
وتابع كابلان موضحا أن «المستشفيات لا تقبل عموما التاريخ الإجرامي في الحسبان عند اختيار الشخص الذي سيتم وضعه على قائمة انتظار التبرع بالأعضاء، بل إنهم في كثير من الأحيان لا يعرفون حتى عن سجلاتهم الجنائية».
وشدد كابلان أن «بينيت لم يتلق قلبا بشريا كان من الممكن أن يكون من نصيب إشخص آخر على قائمة الانتظار، ولا يمكن النظر إلى الأمور على أساس: لأنه حصل على قلب الخنزير، فقد مات شخصا لطيفا في مكان ما».
بينما قال أستاذ الأخلاقيات الطبية في جامعة بنسلفانيا، سكوت هالبيرن، في تصريحات لصحيفة «واشنطن بوست»: «لدينا نظام قانوني مصمم لتحديد التعويض العادل للجرائم، ولدينا نظام رعاية صحية يهدف إلى توفير الرعاية بغض النظر عن شخصية الأشخاص أو تاريخهم».
وأضاف: «لقد جاء هذا المريض (ديفيد بينيت الأب) إلينا وهو في أمس الحاجة إلى قلب مزروع، وتم اتخاذ قرار بشأن أهليته للزراعة بناءا على سجلاته الطبية فقط».
ويوم الجمعة الماضي، خضع ديفيد لعملية زرع رائدة استغرقت 8 ساعات لقلب جديد من خنزير معدل وراثيا.
وفي حال ثبوت نجاح عملية زراعة قلب الخنزير، فيمكن للإجراء الطبي الاستثنائي في يوم من الأيام أن ينقذ العديد من الأرواح حول العالم. ويوجد أكثر من 106 ألف شخص على قائمة انتظار زراعة الأعضاء في أمريكا، بينما يموت 17 شخصا كل يوم في انتظار الحصول على عضو بشري، وفقا لبيانات إدارة الموارد والخدمات الصحية في البلاد.