مثل الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي للمرة الأولى، أمام المحكمة لاستجوابه في إطار قضية حول التجاوزات في نفقات حملته الانتخابية عام 2012 التي بوشر النظر فيها قبل ثلاثة أسابيع.
بعد دخوله إلى القاعة جلس ساركوزي على كرسي إلى جانب المتهمين الآخرين وعند افتتاح الجلسة وبطلب من رئيسة المحكمة وقف وانتقل إلى مقعد الاستجواب في مواجهة المحكمة.
يُذكر أن ساركوزي تغيب عن كل الجلسات منذ بداية المحاكمة في 20 مايو (أيار) وكان ممثلاً فيها بمحاميه تييري هرتزوغ.
ويشتبه في أن المتهمين الـ13 الآخرين وهم كوادر في وكالة «بيغماليون» لتنظيم المناسبات والتي كانت المرتبطة بحزب ساركوزي السابق ومدير حملته الانتخابية وخبراء المحاسبة لديه، شاركوا بدرجات متفاوتة في نظام إصدار فواتير مزدوجة لتغطية التجاوز الكبير في النفقات المسموح بها خلال الحملة الانتخابية. وقد أدلوا بإفاداتهم في وقت سابق.
وخلافاً للآخرين الذين وجهت إليهم تهمة الاحتيال واستخدام وثائق مزورة، يمثل ساركوزي بتهمة «التمويل غير القانوني لحملة» انتخابية فقط. وهو يواجه احتمال الحكم عليه بالسجن سنة مع غرامة قدرها 3750 يورو (نحو 4547 دولاراً).
في مطلع مارس (آذار) الماضي، أصبح ساركوزي أول رئيس سابق في الجمهورية الخامسة يدان بالسجن النافذ بعد ما قضت محكمة باريس الجنائية بسجنه ثلاث سنوات من بينها سنتان مع وقف التنفيذ بتهمة الفساد واستخدام النفوذ. وقد استأنف ساركوزي الحكم.
وفي ملف «بيغماليون»، لم يثبت التحقيق أن نيكولا ساركوزي «أمر» أو «شارك» أو أُبلغ حتى بهذا النظام، وفق ما أفاد الادعاء.
إلا أن الرئيس «لم يكن منقطعاً عن فريق حملته» وقد اختار معه تنظيم «تجمعات انتخابية لافتة ومكلفة» وطلب تسريع الوتيرة لتصل إلى تجمع انتخابي كل يوم.
ورأى الادعاء أن ساركوزي ترك النفقات ترتفع على الرغم من عدة تنبيهات حول احتمال تجاوز السقف واستفاد تالياً من الاحتيال الذي سمح له بالتمتع «بوسائل مالية أعلى بكثير» مما يسمح القانون ومجموعها ما لا يقل عن 42.8 مليون أي ضعف السقف القانوني في تلك الفترة.
إلا أن ساركوزي يؤكد أن كلفة هذه التجمعات الانتخابية «كانت تتماشى كلياً» مع تجمعات منافسه فرنسوا هولاند، وفق ما قال للمحققين.
وكان الأمين العام الاتحاد من أجل حركة شعبية (الجمهوريون راهنا) جان-فرنسوا كوبيه الذي برئ في هذه القضية واستمع إليه كمجرد شاهد قال «يجب دائماً أن نسأل مَن المستفيد من ذلك» عندما سئل عن «رأيه» حول الطرف الذي أمر بعملية الاحتيال هذه.
وأكد جيروم لافرييو، مدير مكتب كوبيه في تلك الفترة والمدير المساعد للحملة الانتخابية والوحيد في الحزب الذي أقر بحصول احتيال، أن لا كوبيه ولا ساركوزي كانا على علم.
أما الكوادر الآخرون في الحزب السابق وفي الحملة فأكدوا أنهم سمعوا «أن كل القرارات تتخذ في الإليزيه». وتستمر المحاكمة حتى 22 يونيو (حزيران). وكالات