2025-12-21 - الأحد
00:00:00

عربي و دولي

السودان يتطلع إلى عام جديد هادئ.. هل تصمت البنادق؟

{clean_title}
صوت عمان :  


عشرة أيام فقط،  قبل العام الجديد، سنة 2026، ينتظر السودانيون، أن تكون بداية لهدوء جديد، بعدما أعيتهم الحرب، ودمّرتهم، وقتلهم نفسيا وجسديا.
في هذا السياق، حدّد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو هدفا فوريا لجهود بلاده بشأن السودان، يتمثل في إيقاف الأعمال القتالية قبل بداية العام الجديد 2026.
وأشار روبيو، خلال مؤتمر صحفي 19 ديسمبر 2025، إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تتواصل مع الأطراف المشاركة في ذلك الأمر. وتابع: "أجرينا المحادثات السليمة والمناسبة مع جميع أطراف الصراع.. لأنه لا يمكن دون دعمهم لأي من الطرفين الاستمرار. ولهذا السبب انخرطنا مع الأطراف المعنية في كل هذا".
 وأشار إلى "أن واشنطن تستهدف اتفاقاً يمهد لمرحلة أولى من الهدنة لمعالجة الأزمة الإنسانية، على أن يجري لاحقاً التركيز على العوامل التي أدت إلى اندلاع الصراع". وشدد على أن تحقيق الهدنة يمثل أولوية قصوى للولايات المتحدة في الوقت الراهن."
والأسبوع الماضي، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيتدخل لوقف الصراع، الذي اندلع في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
في غضون ذلك، كشفت تقارير دبلوماسية عن لقاء غير معلن جرى في المملكة العربية السعودية بين رئيس مجلس السيادة في بورتسودان عبد الفتاح البرهان ومستشار الرئيس الأمريكي مسعد بولس بتنسيق مباشر من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

استنفار وتعبئة

في غضون ذلك، كانت بورتسودان، قد أعلنت نوفمبر 2025، عن حالة استنفار وتعبئة للحرب، بالتزامن مع الجهود الدولية، وضغوطاتها من أجل إنهاء الحرب.
وجاء ذلك عقب سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر آخر معاقل الجيش في دارفور، في السادس والعشرين من أكتوبر، وتقدمها في عدد من مناطق إقليم كردفان المجاور.
ويوم 28 نوفمبر، أعلن رئيس حركة جيش تحرير السودان، مني أركو مناوي، من العاصمة الخرطوم، أن القيادة في الجيش السوداني تناقش جهود الاستنفار والتعبئة للدفاع عن دارفور.
وأكد مناوي في وقت سابق، خلال كلمة له في مخيم العفاض للنازحين بمحلية الدبة شمال البلاد، أن حركته المتحالفة مع البرهان، ستواصل القتال حتى استعادة كافة أراضي دارفور.
وبالتزامن مع إعلان الاستنفار، دعا الأمين العام للحركة الإسلامية في السودان، علي أحمد كرتي، في رسالة صوتية بثتها قناة طيبة، إلى التعبئة العامة والاستنفار لاستمرار قتال قوات الدعم السريع.
وظهر  ولاة كل من القضارف وكسلا والشمالية ونهر النيل والبحر الأحمر، في بزاتهم العسكرية وهم يدعون إلى التعبئة والاستنفار وبعضهم وجه بتعليق الأنشطة الرياضية والثقافية. كما خُصصت خُطب أئمة المساجد من يوم أمس الجمعة إلى ذات الأمر.
ويرى  الخبير العسكري، عمر أرباب، أن عمليات التعبئة والاستنفار التي تشهدها بعض الولايات قد لا تُحدث تغييراً جوهرياً في المشهد العسكري، موضحاً أن ما يجري يرتبط أساساً بتأمين المناطق المحلية أكثر من كونه استعداداً للتحرك نحو جبهات القتال، لأن "التحرك إلى مناطق العمليات في ظل الظروف الحالية يُعد مخاطرة كبيرة”.


الشعب يرفض

وكشفت تقارير سوادينة مؤخرا، عن فشل حالة الاستنفار التي أعلنتها بورتسودان، لأن الشباب لم يعودوا راغبين في الزج بهم في المعارك، مؤكدة حالة ضعف كبير في الاستجابة.
وفي هذا السياق، قال الناشط السوداني حسن عبد الرضي، إنه "عندما تفشل الدولة في إقناع الرجال بحربها، وتنهار دعاوى "الاستنفار” أمام وعي الناس وخبرتهم بالخراب، لا يبقى أمام سلطة مأزومة سوى الهروب إلى الحلقة الأضعف: الأطفال."
وتابع: "وهذا بالضبط ما تكشفه فضيحة إدخال "منشط التدريب العسكري (الكديت)” إلى المدارس الابتدائية والمتوسطة بمحلية شرق النيل، تحت لافتة الانضباط والروح الوطنية، وبالتنسيق مع جهاز المخابرات وفيلق البراؤون." وقال إن هذا ليس نشاطاً مدرسياً، وليس "تعزيزاً للقيم”، بل اعتراف صريح بفشل الاستنفار الشعبي، وانكسار خطاب التعبئة، وسقوط الهيبة السياسية والأخلاقية لمن يديرون هذه الحرب العبثية. وتابع: "فالدولة التي تحترم نفسها تحمي التعليم من العسكرة، وتحمي الأطفال من الاستغلال، وتفصل المدرسة عن الثكنة، لا أن تجرّ الثكنة إلى الفصل."
وأشار إلى أن "دعاة الحرب يدفعوننا دفعا حتى نتدحرج نحو قاع الهاوية بسرعة الافلات إذ ينقلنا نظام جماعة الاخوان المسلمين (الارهابية) من فشل الرجال في معركة اللاكرامة إلى استباحة الطفولة." وأضاف: "إنها، بلا شك، إعادة إنتاج قسرية لتجارب بغيضة يعرفها السودانيون جيداً، خاصة من ذاق علقم الخدمة الإلزامية سيئة الذكر، والدفاع الشعبي الذي حوّل المدارس والمساجد إلى مخازن تعبئة أيديولوجية، وانتهى بآلاف الضحايا ووطن ممزق."

موقف ضد رغبة الشعب

في غضون ذلك، يرى مراقبون، أن إصرار الجيش على استمرار الاستنفار، يهدد الهدنة المقترحة، خاصة أن بورتسودان، رفض أكثر من وساطة، ومبادرات دولية.
ويتحدث خبراء، عن تورط جهات خارجية، في إطالة أمد الصراع، خاصة تركيا التي تأوي قيادات بارزة من الحركة الإسلامية، بعد الإطاخة بنظام عمر البشير في ثورة ديسمبر من طرف الشعب.
وعن استمرار الدعم التركي للجيش في بورتسودان، كشف فريق منصة "إيكاد" الاستخباراتية، عن رحلات جوية مكثفة من مطار إسطنبول، إلى بورتسودان خلال الأيام الأخيرة.
وقال الفريق أنه "بتحليل حركة الطيران بين 1 و17 ديسمبر، رصدنا ما لا يقل عن 16 رحلة شحن وصلت للمطار من القاهرة وإسطنبول ومسقط وشرق العوينات في مصر، مع هيمنة لطائرات Boeing 737F تلتها طائرات Airbus A320، إلى جانب طائرة Il-76 الروسية، وهو ما يُرجّح أن طبيعة هذه الرحلات تتجاوز الشحن التجاري الاعتيادي وترتبط بنقل عتاد أو إمدادات لوجستية."
وأشار الفريق، إلى أن أكثر الرحلات المكثفة، أقلعت من مدينة إسطنبول التركية إلى بورتسودان، ثم القاهرة المصرية، ومصر شرق لعوينات، إلى ذات المدينة.
وتحدث عن التصاعد في وتيرة رحلات الشحن الجوي الذي يشير إلى تحول استراتيجي في موقف الجيش ببورتسودان وحلفائه، إذ تزامنت هذه الحركة اللوجستية المكثفة مع انهيار مقترحات الهدنة الدولية. وأوضح أن تفاقم الخسائر الميدانية بعد سقوط الفاشر وبابنوسة ثم حقل هجليج النفطي في يد قوات الدعم السريع استدعى تسريع الإمدادات العسكرية لتعزيز القدرات الدفاعية والهجومية للجيش."
وأضاف أنه بحساب "عدد الرحلات خلال شهر ديسمبر الجاري، يتضح أنها شهدت قفزة حيث ارتفعت من 4 في الأسبوع، الأول إلى 12 خلال الفترة بين 8 و16 ديسمبر أي ثلاثة أضعاف خلال الشهر نفسه، وكانت بصورة مفاجئة غير تدريجية."
وتعد أنقرة من أكبر مزودي الجيش في بورتسودان، بالمسيرات، وقد اطلع السودانيون على ذلك، حين أسقطت قوات تحالف السودان التأسيسي "تأسيس"، عدة مسيرات، اتضح فيما بعد أنها من طراز "بيرقدار" التي تصنعها شركة بايكار المملوكة جزئيا لصهر الرئيس التركي رجب الطيب إردوغان.
رئيس الوزراء يتفقد أعمال البنية التحتية التي بدأت في مشروع مدينة عمرة مقتل 5 عناصر على الأقل من تنظيم داعش بالضربات الأميركية في سوريا بيان مهم للقوات المسلحة بشأن الضربات الأخيرة في جنوبي سوريا حقيقة اعتذار الحكم السويدي للأردنيين بعد نهائي كأس العرب بيان صادر عن عشائر النعيمات "هيئة الطاقة" تتلقى 1136 طلبا للحصول على تراخيص الشهر الماضي لتعزيز كفاءة شبكات تصريف المياه.. تحويلات مرورية في عمَان "الإعلام النيابية" تزور نقابة الصحفيين "البوتاس العربية" توقع اتفاقية استراتيجية طويلة الأمد مع "يارا" النرويجية الترخيص المتنقل "المسائي" في برقش غدا خبير نفطي: الأردنيون على موعد مع انخفاض كبير بأسعار الديزل وبنزين 95 مندوبًا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي بوفاة اللواء المتقاعد محمد العضايلة الجيش يحبط تهريب كميات كبيرة من المخدرات بواسطة بالونات الطب الشرعي يكشف سبب وفاة شاب مفقود بالكرك مبروك الدكتوراه للقاضي علي الخضيري خبيرة أردنية: من يريد عروسًا بمواصفات إنجلينا جولي… عليه أن يكون براد بيت الاتحاد الأردني لكرة القدم يخرج عن صمته بشأن الأخطاء التحكيمية في نهائي كأس العرب السودان يتطلع إلى عام جديد هادئ.. هل تصمت البنادق؟ ​ برنامج "ليلة سمر" يحمل عبر أثيره خفَقات دافئة تُعيد ترتيب الليل في شعورٍ يستقرّ في القلب