في خضم حديث الشارع الأردني عن أسعار الأضاحي، تتردد على الألسنة مقولة "الخروف السوري أرخص بكثير من الأردني”. لكن الوقائع والأرقام تقول شيئاً مختلفاً تماماً، وربما يصدم البعض إذا علم أن الفارق بين السعرين لا يتجاوز نصف دولار إلى دولار واحد للكيلو القائم.
اليوم، يتراوح سعر الخروف السوري القائم ما بين 4.5 إلى 5 دولارات، بينما يسجل سعر الخروف الأردني ما بين 4 إلى 4.5 دولارات. هذه الأرقام، وإن بدت متقاربة جداً، إلا أن الانطباع العام لدى كثير من الناس لا يزال يسير في اتجاه معاكس، وكأن هناك فجوة سعرية شاسعة.
المفارقة الأبرز أن الأردن، بالمقارنة مع عدد من الدول العربية المجاورة، لا يزال يحافظ على أسعار أضاحي أقل بكثير؛ فبعض الدول تسجل أسعاراً تفوق السوق المحلي بما يقارب نصف الضعف.
يقول الخبير إن الفروقات البسيطة في الأسعار تعود إلى تكاليف التشغيل المختلفة بين البلدين، وليس إلى وفرة أو ندرة الخراف. "في سوريا، رغم انخفاض التكاليف نسبياً، إلا أن محدودية التصدير تعيق حركة السوق، بينما في الأردن هناك توازن بين العرض والطلب بفعل التنظيم الحكومي والدعم الموجه لقطاع الثروة الحيوانية”،
ويضيف: "الكثير من المستهلكين يقعون في فخ المقارنة غير المباشرة دون الانتباه لتكاليف النقل، الرسوم الجمركية، فرق الجودة، وحتى معدل النفوق في عمليات الاستيراد، وهذه كلها تؤثر في التسعير النهائي”.
وهنا تبرز معادلة بسيطة لكنها واضحة وصريحة: ليس كل ما يُشاع دقيقاً، فأسعار الخراف في الأردن لا تختلف كثيراً عن تلك الموجودة في سوريا، بل وقد تكون أكثر استقراراً بفعل الرقابة والطلب المحلي المنتظم.
إن إعادة النظر في الأرقام والاعتماد على مصادر موثوقة بات ضرورياً، خصوصاً في موسم الأضاحي، حيث تلعب المعلومة الصحيحة دوراً جوهرياً في توجيه قرار المستهلك