في الوقت الذي نرى فيه دول الجوار تسعى جاهدة إلى فرض حضور فنانيها في المنطقة، عبر قنوات الدعم الرسمي وخطوط الدبلوماسية الثقافية، يبقى الفنان الأردني بحاجة ماسّة إلى رعاية مشابهة تليق بموهبته وتاريخه.
الأردن، بما يملكه من هوية غنية وموروث حضاري عميق، يمتلك رصيداً فنياً كبيراً لا يقل شأناً عن أي دولة أخرى. غير أن غياب الاستراتيجية الرسمية الواضحة في الترويج للفنان الأردني خارج الحدود، خاصة في دول الخليج العربي، جعل هذا الحضور خجولاً لا يعكس حقيقة القيمة الإبداعية التي يتمتع بها أبناء هذا الوطن.
الدبلوماسية الثقافية اليوم باتت أداة فعّالة من أدوات السياسة الخارجية، تسهم في تعزيز العلاقات الثنائية وبناء صورة إيجابية للدول. ومن هذا الباب، لا بد أن تلعب الملحقيات الثقافية الأردنية في الخارج دوراً محورياً في فتح الأبواب أمام الفنانين الأردنيين، سواء في مجالات الغناء، الدراما، المسرح أو الفنون التشكيلية.
إن دعم الفنان الأردني ليس ترفاً، بل هو دفاع عن الهوية الوطنية وحماية لروايتنا الثقافية من الذوبان وسط زخم الإنتاج الإقليمي. كما أن فتح المجال أمامه في الخليج تحديداً، حيث تشهد الساحة الفنية حراكاً واسعاً وطلباً عالياً على المواهب، سيمنح الأردن حضوراً مضاعفاً على الخريطة الثقافية العربية.
الفنان الأردني يستحق أن يكون ممثلاً لصوت وطنه في الخارج، تماماً كما يفعل نظراؤه من دول أخرى. والدعم الرسمي والشعبي لهذه الخطوة هو استثمار مباشر في الثقافة والهوية الوطنية، يعكس الأردن بأبهى صورة أمام العالم.