اقتصاد
صوت عمان :
في ظل التحولات الجيوسياسية والاقتصادية العميقة التي يشهدها العالم، يبرز منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي 2025 كمنصة حيوية لصناعة مستقبل الاقتصاد العالمي. للأردن في هذا المحفل الدولي فرصة ذهبية لتعزيز موقعه الاقتصادي وبناء تحالفات استراتيجية مع القوى الاقتصادية الصاعدة، لاسيما في ظل التوجه العالمي نحو نظام اقتصادي متعدد الأقطاب.
يتمثل الجانب الأبرز لأهمية المشاركة الأردنية في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع روسيا ودول مجموعة بريكس، حيث يمكن للأردن من خلال هذا المنتدى الدولي توسيع نطاق اتفاقياته التجارية الحالية وإبرام شراكات جديدة في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والزراعة. كما تتيح المشاركة فرصة لزيادة الصادرات الأردنية إلى هذه الأسواق الواعدة، خاصة في قطاعات الأدوية والمنتجات الزراعية والخدمات الرقمية، مع إمكانية استكشاف آليات الدفع بالعملات المحلية التي تخفف من تحديات التحويلات بالدولار.
يشكل المنتدى نافذة استثمارية مهمة للأردن للاطلاع على المشاريع الكبرى التي يتم طرحها، مثل طريق البحر الشمالي الذي يربط آسيا بأوروبا عبر القطب الشمالي، والممر الدولي بين الشمال والجنوب الذي يربط روسيا بالهند وإيران، مما قد يفتح طرقاً تجارية جديدة للبضائع الأردنية. كما تبرز فرص التعاون في مشاريع الطاقة الخضراء والهيدروجين، حيث يمكن للأردن الاستفادة من التكنولوجيا الروسية المتقدمة في هذا المجال، لاسيما وأن المملكة تمتلك خبرة متميزة في مجال الطاقة المتجددة.
تمثل المشاركة في المنتدى فرصة ثمينة للأردن لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث يمكن عرض الفرص الاستثمارية في المدن الاقتصادية والمناطق الحرة، ومشاريع البنية التحتية في مجال النقل والاتصالات، بالإضافة إلى قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الذي يمتلك فيه الأردن وروسيا كفاءات متميزة. وفي ظل التحديات العالمية للأمن الغذائي، يفتح المنتدى آفاقاً للتعاون مع روسيا في مجال تكنولوجيا الزراعة الحديثة وزيادة الإنتاجية، وإمكانية إبرام اتفاقيات طويلة الأمد لاستيراد الحبوب بأسعار تنافسية، فضلاً عن نقل الخبرات في مجال الري الذكي وإدارة الموارد المائية.
على صعيد السياحة، يشكل المنتدى منصة مثالية للترويج للأردن كوجهة سياحية آمنة ومتنوعة للسوق الروسي الواعد، مع إمكانية زيادة الرحلات الجوية المباشرة بين عمان وموسكو، وعقد شراكات بين شركات السياحة الأردنية والروسية. ولتعظيم الاستفادة من هذه المشاركة، يمكن للأردن تشكيل وفد رفيع المستوى يضم ممثلين عن الحكومة والقطاع الخاص والمستثمرين، وإعداد ملف استثماري متكامل يسلط الضوء على الفرص في مختلف القطاعات، مع التركيز على عقد لقاءات ثنائية مع المسؤولين الروس وكبار المستثمرين.
ويشير المشاركون الدائمون في الحدث إلى أن منتدى سانت بطرسبرغ قد أثبت فعاليته كمنصة لاتفاقيات حقيقية، وليس مجرد مناقشات. على الرغم من ضغوط العقوبات غير المسبوقة في السنوات الأخيرة، والتي أثبتت في نهاية المطاف عدم فعاليتها، يُظهر الاقتصاد الروسي نموًا مستدامًا في الصناعات الرئيسية، ومؤشرات قياسية في قطاع الزراعة، واختراقات في المجال التكنولوجي، وتوسعًا في التعاون التجاري مع شركاء جدد. ووفقًا لتقييمات الخبراء، أصبحت العقوبات حافزًا لتنمية الإنتاج المحلي وإعادة التوجه نحو الأسواق الدولية الواعدة.
وضمن فعاليات هذا المنتدى فانه من المتوقع توقيع عدد من الاتفاقيات الرئيسية مع شركاء لروسيا من دول البريكس، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، ومنظمة شنغهاي للتعاون، ودول صديقة أخرى في هذه المجالات. وبالتالي، سيوفر المنتدى للشركاء الدوليين فرصة فريدة للوصول إلى المشاريع الروسية الواعدة، وإيجاد شركاء موثوقين للعمل المشترك، والمشاركة في صياغة قواعد جديدة للتفاعل الاقتصادي، وكذلك إبرام عقود مربحة في مختلف الصناعات.
2 из 2
سيؤكد منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي الثامن والعشرون مكانة روسيا كمركز مهم للاقتصاد العالمي، ويُبرز فرصًا جديدة للتعاون ذي المنفعة المتبادلة في سياق الجغرافيا
إن المشاركة الفاعلة للأردن في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي 2025 ليست مجرد حدث دبلوماسي عابر، بل تمثل خطوة استراتيجية في تعزيز الاقتصاد الوطني ومواكبة التحولات العالمية الكبرى. من خلال إعداد متقن ومشاركة فاعلة، يمكن للأردن أن يرسي أسس شراكات اقتصادية تدعم نموه المستدام وتضمن له موقعاً متميزاً في خريطة الاقتصاد العالمي الجديد.
م.فادي إسحاقات
اقرأ أيضا
-
بورصة عمان تغلق تداولاتها على ارتفاع2025-12-09
تصميم و تطوير 