قبل عشرين عاماً، كتب المدرب الراحل محمود الجوهري اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة الأردنية، بعدما قاد "النشامى” لإنجاز غير مسبوق تمثل في التأهل الأول إلى نهائيات كأس آسيا. لم يقتصر دوره على ذلك فحسب، بل أحدث نقلة نوعية في أداء المنتخب، الذي أبدع في التصفيات وخرج منها ظلماً بفعل التحكيم.
تحت قيادته، بلغ المنتخب الأردني المركز 37 عالمياً في تصنيف "فيفا”، وهو أعلى ترتيب في تاريخه حتى اليوم. كان الجوهري مدرباً محباً للأردن، قدم خبرته بإخلاص، فأحبه الأردنيون وأكرموه، وصولاً إلى منحه مراسم جنازة عسكرية عند وفاته – وهي سابقة عالمية لمدرب كرة قدم. لقد بقي أثره في ذاكرة كل أردني، بداية من جلالة الملك، مروراً بالاتحاد، وصولاً إلى الجماهير.
ومع مرور السنين، جاء الحسين عموتة إلى الأردن، مدفوعاً بإعجاب الاتحاد الأردني بما قدمه المنتخب المغربي في كأس العالم 2022.
وبدأ مهمته مع "النشامى” وسط الكثير من الترقب، رغم تعثر النتائج الودية.
لكن ما لبث أن قلب الموازين في كأس آسيا بقطر، عندما قدم المنتخب أداءً بطولياً بقيادته، وأشعل الحماس في المدرجات وداخل أروقة المنتخب.
شخصياً، كنت شاهداً على كل لحظة، وكل مباراة، داخل مقر المنتخب. رأيت الحماس في عيون اللاعبين، وسمعت نبض الجماهير يدفع الفريق للأمام كان الهجوم الثلاثي الناري أقوى خطوط البطولة، وكان التفاف اللاعبين والجماهير حول عموتة هو مفتاح النجاح.
لكن بعد هذه البطولة المذهلة، فاجأنا عموتة بإعلان رحيله "لأسباب خاصة” لم تُكشف. تمنينا لو عُرفت لحلّها، حتى لا نخسر مدرباً محبوباً، لكنه أصر على المغادرة، ليفاجئنا لاحقاً بتجربة غير موفقة مع نادي الجزيرة الإماراتي، ثم يعود اليوم إلى الواجهة بتدريب المنتخب العراقي الشقيق، في خطوة أثارت استغراب الشارع الرياضي الأردني.
نقولها بوضوح: الأردن لا يقف على مدرب، وتاريخنا الكروي مليء بالنجاحات التي صنعها مدربون مميزون. واليوم، يتألق المدرب المغربي جمال سلامي، الذي يقود المنتخب بأخلاقه العالية وعمله الدؤوب، مدعوماً بهمة "النشامى”، وتوجيهات القيادة واهتمام سمو ولي العهد.
إننا نمضي بخطى ثابتة نحو حلم الوصول إلى كأس العالم، مستندين إلى إرادة لا تلين، وروح لا تنكسر.
وفي العاشر من حزيران بإذن الله، سنحتفل بالإنجاز على طريقتنا:
#منسف، #قهوة_عربية، وكنافة تُوزع فرحاً بانتصار النشامى.
بالله تصبّوا هالقهوة وزيدوها هيل
واسقوها للنشامى ع ظهور الخيل
والنشامى نلاقيها ونحييها
ويلك يلي تعاديها يا ويلك ويل
قهوتنا للأجوادي أول بادي
للي ناره وقّادي بظلام الليل