في زمن تتكاثر فيه الشعارات ويعلو فيه صوت المزيفين، حان الوقت أن نفتح أعيننا جيدًا ونُحكّم عقولنا قبل أن ننجرّ خلف جماعات أو أحزاب تتغطى بالدين، وتخفي وراء ستارها أهدافًا سياسية خبيثة لا علاقة لها لا بالإسلام ولا بمصلحة الوطن.
اليوم، أعلنت وزارة الداخلية الأردنية صراحةً أن جماعة الإخوان المسلمين غير مرخصة قانونًا، وحذّرت من قيام أي جهة غير مرخصة بأي نشاط أو فعالية. وأكدت الوزارة أنها ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق من يخالف ذلك، حفاظًا على أمن الوطن واستقراره.
تاريخ الإخوان المسلمين شاهد على خطر هذا الفكر حين يتحول إلى مشروع سلطة وتخريب:
•في مصر: بدأوا بتنظيم سري وشاركوا في اغتيالات، ثم فشلوا في إدارة الدولة عام 2012، وتخلّوا عن مؤيديهم بعد الإطاحة بهم.
•في سوريا: خاضوا صراعًا دمويًا، وتحالفوا مع جهات متطرفة، مما أفقدهم المصداقية والدعم.
•في الأردن: مارسوا العمل السياسي تحت غطاء ديني، وتخلوا عن أعضائهم في أوقات الأزمات.
•في ليبيا وتونس: ساهموا في تعطيل الحياة السياسية، وتحالفوا مع أطراف متناقضة، مما أدى إلى الفوضى وفقدان الثقة.
الخلاصة واضحة: هذه الجماعات لا تحمل مشروع بناء، بل مشروع تشويش وتفكيك، والدين منها براء. وحين تقع الأزمات، يختفي قادتها ويُترَك الشباب وحدهم.
رسالتي لكم، شباب الأردن:
لا تتركوا عقولكم وقلوبكم رهينة لأصحاب الشعارات والانتماءات المشبوهة.
لا تنجروا خلف من يستغل الدين للوصول إلى مصالحه على حساب وطنكم.
بدلًا من ذلك، التفّوا حول القيادة الهاشمية الحكيمة، وانخرطوا في الأحزاب الوطنية ذات النوايا الإصلاحية الواضحة، التي تضع الأردن أولًا وأخيرًا، وتعمل من أجل البناء لا الهدم، ومن أجل التقدم لا الفتنة.
ركزوا على التعليم، التكنولوجيا، وبناء الذات. تمسّكوا بإسلامنا المعتدل الذي يدعو للمحبة والسلام، لا التحريض والانقسام.
الأردن بحاجة إليكم… واعين، مخلصين، وسندًا لهذا الوطن الغالي.