في كل مرة يحاول المتربصون بأردننا زعزعة استقراره، يجدون شعبًا صلبًا، متماسكًا، وملكًا لا تهزه العواصف. نحن نعيش في وطن صُنع بتضحيات الأجداد، وامتزجت فيه العشائرية بالمدنية، والمسجد بالكنيسة، والجيش بالشعب، فكيف يتجرأ بعضهم على محاولة تفكيك هذا النسيج الراسخ؟
من يضخم الأحداث ولماذا؟
في الآونة الأخيرة، أصبح واضحًا أن هناك من يتعمد تضخيم أي حادثة تقع في الأردن، حتى لو كانت فردية أو عابرة، ليحولها إلى أزمة وطنية. فجأة، تشتعل مواقع التواصل بمنشورات مضللة، وتبدأ قنوات مأجورة ببث الفتنة، وكأن هناك من يريد إقناعنا أن الأردن يعاني من مشاكل عميقة، بينما الحقيقة أن الأردن أقوى من كل هذه الألاعيب.
هل هناك مؤامرة؟
نعم، وهناك سوابق تؤكد ذلك. تذكروا محاولة الفتنة عام 2021، عندما حاولت بعض الأطراف اختراق وحدة الأردنيين، فكان الرد حاسمًا، لأن الأردن لا يُؤخذ بالمؤامرات، بل يُحكم بالإرادة والعزيمة. لا ننسى أيضًا حملات التشويه الإعلامي التي حاولت ضرب سمعة الأردن خارجيًا، لكنها تحطمت على صخرة الحقيقة.
لماذا الأردن؟
لأن الأردن بقي صامدًا في وجه كل العواصف التي اجتاحت المنطقة، ولأنه بقي وفيًا لقضيته الفلسطينية، ووقف سدًا منيعًا أمام محاولات تصفية القضية. ولأن قيادته لم تساوم، ولم تدخل في تحالفات مشبوهة، وبقيت مواقفه ثابتة رغم الضغوط.
دورنا كشعب
نحن لسنا مجرد متفرجين، بل نحن الدرع الأول للوطن. مسؤوليتنا أن نكون واعين، حذرين، وأوفياء. أن نعلم أبناءنا أن الأردن ليس مجرد دولة، بل عائلة واحدة، وأن جلالة الملك عبدالله الثاني هو الوالد الذي نحترمه ونحميه، كما تربينا على بر الوالد.
رسالة أخيرة
من يثير الفتنة، سواء كان نائبًا أو مواطنًا أو جهة خارجية، سيكون مكشوفًا أمام الجميع، لأننا نعرف وطننا جيدًا ونعرف من يحبه ومن يتآمر عليه. أما نحن، فقلوبنا وعقولنا وولاؤنا لله، ثم للوطن، ثم للعرش الهاشمي. وكما كنا دائمًا، سنبقى صفًا واحدًا خلف جلالة الملك، نذود عن الأردن كما يذود الأسد عن عرينه.