يا سادة يا كرام، استعدوا لقصة لحوم مشوقة من قلب البقاع الأبيّ! فبين مزارع زحلة ومسالخ المصدرة ، تدور فصول رواية "الخروف المهاجر" الذي يرتدي عباءة "البلدي" ببراعة فائقة.
إليكم التفاصيل الصاعقة: لحوم أغنام مهربة من سوريا الشقيقة، تجد طريقها بـ"تهريب" إلى مسلخ تولاي الشهير في زحلة. هناك، يتم استقبالها بذراعين مفتوحتين (وربما سكاكين حادة!)، لتتحول سريعًا إلى "منتج لبناني" جاهز للتصدير.
لكن المفاجأة الكبرى تبدأ عند الحدود المستوردة . فبدلاً من أن تستقبل هذه اللحوم بختمها الأزرق "المستورد والمبرد" كما هو متعارف عليه، يتم استقبالها بحفاوة، لتتحول بـ"لمسة سحرية" (أو ربما ضغط وزاري خفيّ) إلى لحوم "بلدية أصيلة"!
نعم يا سادة، يبدو أن وزارة السعادة قررت أن تمنحنا درسًا في "المرونة" و"تطويع الحقائق". فبدلاً من أن نلتزم بالختم الأخضر للبلدي والأزرق للمستورد، قرروا ببساطة أن "نخلط الأوراق" ونختم كل شيء بالأخضر! بحجة "تسهيل الأمور" على المواطن المسكين الذي لا يفرق بين ختم مثلث أو بيضوي، أخضر أو أزرق، ولا حتى بين خروف سوري أو بلدي !
والنتيجة؟ لحوم "بلدية" فاخرة، قادمة من سوريا مرورًا بـ"تولاي"، تباع بسعر مغرٍ جدًا... 9 دنانير ونصف للكيلو! صفقة لا تُقاوم، أليس كذلك؟ فمن يجرؤ على الشك في لحوم "بلدية" بهذا السعر وبهذه المواصفات "العواسيّة" ذات الليّة الشهيّة؟
ويبدو أن المواطن ، بجهله "المطبق" بموضوع الأختام، سيقع في الفخ بكل سرور. سيشتري اللحم "البلدي" بفرح، وسيحمد الله على "خيرات بلدنا" الوفيرة، دون أن يعلم أن خروفه "البلدي" ربما قضى ليلته الأخيرة في ربوع سوريا قبل أن يتحول إلى "بلدي " بفضل ختم أخضر "مبارك"!
يا لها من قصة "وطنية" بامتياز! قصة تُجسد أسمى معاني "الوحدة العربية" في مجال اللحوم! فشكراً لوزارة السعادة على هذا "الإبداع" في التلاعب بالأختام وتغيير الحقائق. وشكراً لمسلخ على "تعاونه" المثمر. والشكر الأكبر للمواطن "الواعي" الذي سيشتري اللحم "البلدي" وهو يبتسم، غير مدرك أنه ربما يأكل "لحمًا عابرًا للحدود" بنكهة "الختم الأخضر" المزيف!
ملاحظة ساخرة: نحن في "وكالة أنباء السخرية المطلقة" نهنئ وزارة السعادة على هذا "الابتكار" التسويقي العبقري. ونقترح عليهم في المرة القادمة، استيراد أسماك من البحر الميت"فلسطيني " وتصديرها على أنها "سلمون نرويجي بلدي"! فالختم الأخضر يفعل المعجزات، كما يبدو!