أكد الخبير السياسي الدكتور منذر الحوارات، أن ما جرى في السابع من أكتوبر، كشف بشكل جلي أن قوة الدولة مهما كانت، لا يمكنها دائماً أن تنتصر على إرادة شعبها.
وأشار الحوارات لـ"صوت عمان" إلى أن الفلسطينيين أثبتوا في هذا اليوم أنهم قادرون على مقاومة دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتطوير أدواتهم لمواجهة تلك القوة.
وقال الحوارات إن العالم بعد هذا الحدث ركز فقط على هذه اللحظة، متجاهلاً التاريخ الطويل للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والمجازر التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني.
وأكد الحوارات أن حقوق الشعب الفلسطيني منصوص عليها في القانون الدولي، وأنه من حق الشعوب المحتلة مقاومة محتلها ،ولكن بعد السابع من أكتوبر، المجتمع الدولي تغاضى عن مستوى الرد الإسرائيلي وحجم القتل والتدمير الذي طال الفلسطينيين.
وأضاف إلى أن إسرائيل دمرت بشكل واسع قطاع غزة تحت ذريعة القضاء على حركة حماس، ولكن الهدف الحقيقي كان تدمير قطاع غزة وسكانه.
وبين الحوارات أن ما حدث بعد السابع من أكتوبر يعكس ضعف تأثير المنظمات الدولية والمجتمع الدولي، مقابل الهيمنة الأمريكية الواضحة.
وأوضح أن الولايات المتحدة تمكنت من منع المجتمع الدولي من اتخاذ أي قرار جدي لوقف إسرائيل ومنعها من التمادي في أفعالها ضد الفلسطينيين.
وفيما يتعلق بإيران، أشار الحوارات إلى وجود نظريات تقول بأن إسرائيل قد تسعى لاستثمار ما حدث في السابع من أكتوبر لضرب أهداف استراتيجية في إيران، مثل البرنامج النووي أو مواقع الحرس الثوري، في محاولة لتحويل الخسائر التي تكبدتها إلى مكاسب ويرى البعض أن إسرائيل تعتبر هذه الفرصة الذهبية لتحقيق تلك الأهداف.
وأضاف: "مع ذلك، توجد نظرية أخرى تشير إلى أن التأخير الإسرائيلي في توجيه الضربات قد يكون بسبب تحفظ الولايات المتحدة، التي لا ترغب في توسيع نطاق الصراع خوفاً من نشوب حرب إقليمية قد ترفع أسعار النفط وتزيد من التضخم العالمي، وهو ما قد يؤثر سلباً على الانتخابات الأمريكية المقبلة لصالح دونالد ترامب، وهو ما لا ترغب به إدارة بايدن".
ونوه الحوارات إلى أن إسرائيل، رغم رغبتها الكبيرة في استخدام القنابل الثقيلة المتوفرة لديها عبر الدعم الأمريكي، تجد نفسها مضطرة للوقوف بسبب تحفظات الولايات المتحدة.
"وبالرغم من أن إسرائيل تسعى إلى تغيير موازين القوى في المنطقة، إلا أن الولايات المتحدة تفضل التعامل مع القوى غير الدولية في المنطقة على الدخول في مواجهة إقليمية واسعة النطاق" بحسب قوله