قال وزير المالية ووزير الصناعة والتجارة الأسبق، الدكتور محمد أبو حمور، إن فكرة البنوك الرقمية تعتمد على استخدام التكنولوجيا الحديثة لتقديم الخدمات المصرفية عبر منصات وقنوات رقمية، وهي بذلك تشير إلى بعض ملامح التحول الرقمي الذي شمل مختلف جوانب الحياة وأتاح الحصول على الخدمات المالية والمصرفية بسهولة ويسر.
وأشار أبو حمور لـ"صوت عمان" أن البنوك الرقمية تتميز بتدني الكلفة الثابتة والتشغيلية مما ينعكس على الخدمات المقدمة للمستهلك فهي "أي البنوك الرقمية" لا تحتاج إلى المباني والتجهيزات كما هي البنوك التقليدية، كما تتميز هذه البنوك بإمكانية توفير الخدمات في كل مكان وزمان شريطة توفر الأجهزة المناسبة مما يعني سهولة فتح الحسابات واجراء العمليات المختلفة وتوفير الوقت والكلفة وسهولة الوصول إلى شرائح أوسع من المواطنين، إلا أن هناك جوانب أخرى تتعلق بثقة العملاء والأمن السيبراني والبنية الرقمية التحتية وغيرها من العوامل المتعلقة بتنظيم مثل هذه البنوك.
وأضاف: "الأردن من الدول المتقدمة في مجال تكنولوجيا المعلومات ولديه الكوادر الفنية القادرة على إدارة مثل هذا النمط من الأعمال، ومما يعزز ذلك أيضاً الانتشار الواسع للانترنت والهواتف المحمولة، كما أن ارتفاع نسبة فئة الشباب التي تميز المجتمع الأردني تعتبر بيئة مناسبة نظراً لميلهم لاستخدام التكنولوجيا الحديثة، وفي المجال التنظيمي يستطيع البنك المركزي الأردني أن يؤدي هذه المهمة بكفاءة عالية، إلا أنه وبالرغم من ذلك لا بد من التعامل مع عدد من التحديات المتعلقة بالبنية التحتية التي تتيح عمل مثل هذه المؤسسات والاطر التنظيمية اللازمة وخاصة ما يتعلق بالأمن السيبراني وكذلك حماية حقوق المواطنين والحفاظ على خصوصيتهم، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الجهاز المصرفي والبنوك الأردنية تقوم بتقديم العديد من الخدمات الرقمية للمواطنين بما في ذلك فتح الحسابات والسحب والايداع وتحويل الأموال وغيرها مما يعني أن البنوك الأردنية استطاعت أن تواكب تطور التكنولوجيا وات تطور خدماتها بما يسهل على المواطن ويوفر عليه الجهد والمال".
وتابع: "حتى الآن لا يتوفر الوعي الكافي لدى بعض فئات المجتمع بسبب النقص في الثقافة الرقمية التي قد لا تتيح لهم فهم هذه الخدمة وكيفية عملها، ومن اعتاد على الخدمات المصرفية التقليدية يشعر أحيانا بعدم الأمان والخوف من الاحتيال أو من عدم كفاءة التكنولوجيا، ولكن هذه المخاوف قد تكون أقل لدى جيل الشباب الذي لديه استعداد للتعامل مع التكنولوجيا بكفاءة والثقة بمخرجاتها".
وبين أبو حمور أنه لتسهيل انتشار البنوك الرقمية نحتاج إلى بيئة تنظيمية مناسبة وبنية تحتية تكنولوجية متطورة ووعي من المواطن بهذه الخدمات، أما فيما يتعلق بالهجمات السيبرانية فمن الطبيعي أن تكون البنوك الرقمية معرضة بشكل أكبر للهجمات السيبرانية خاصة وأن تخزين البيانات وعملياتها المصرفية تتم عبر الانترنت مما يعنى أنها تحتاج لإجراءات حماية موثوقة ومشددة.