قال اللواء الركن المتقاعد محمد الجرادات بعد أن وجهه تحية خاصة لنشامى الجيش العربي وخاصة قوات حرس الحدود على جهودهم المتواصلة لحماية الوطن، إن الأردن يشهد محاولات كثيرة خلال الفترة والسنوات الماضية لتهريب المخدرات والأسلحة والتي تهدف إلى التاثير على أمننا الوطني خاصة في الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية.
وأشار الجرادات لـ"صوت عمان" إلى أن ما يحدث من تزايد لهذه المحاولات وخاصة على الحدود الشمالية بسبب ضعف السيطرة في الأراضي السورية على الحدود وضعف المستوى الأمني ومنع التدخلات من أطراف وميليشيات أخرى، كل تلك العوامل وغيرها سهلت لهذه الفئات العمل على زيادة محاولاتها لتهريب المخدرات والأسلحة والصواريخ خلال اليومين الأخيرين.
وبين أن القوات المسلحة الأردنية عدلت قواعد الاشتباك التي تستخدمها على الحدود في النصف الأول لهذا العام لمواجهة تزايد تلك التهديدات التي ارتفع معها مستوى الإجراءات اللازم اتخاذها بمرور الوقت وذلك لردع المهربين ومنظمات تهريب التي تستهدف أمننا الوطني.
وأضاف: "القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي - تنفذ واجبا رئيسا في حماية الحدود ومنع أي محاولة تهديد الأردن والمجتمع الأردني، وهنا أود أن أركز على نقطتين؛ النقطة الأولى أنه خلال الثلاث أيام أو الأربع أيام الماضية ولغاية اليوم، لاحظنا تزايد أكثر للمحاولات في تهريب المخدرات أو تهريب الأسلحة، وشهدنا اشتباكات مع المهربين وحدوث إصابات واستشهاد أحد مرتبات حرس الحدود الوكيل اياد النعيمي رحمه الله والقضاء على عدد من المهربين وإلقاء القبض على أحدهم والذي يعتبر صيد ثمين".
وتابع: "النقطة الثانية التي شدد عليها هي أهمية الحذر الشديد خاصة وأننا نحارب مليشيات مدعومة من قوى إقليمية، كما صرح وزير الاتصال الحكومي (أننا نحارب مليشيات مدعومة من قوى إقليمية)" ، لافتاً إلى هناك فرق بين مهربين صغار وأفراد ، ومجموعات كبيرة منظمة تهاجم القوات المسلحة وتستهدف نشامى حرس الحدود، وبالقوة تريد تنفيذ التهريب حتى لو قتلت من مرتباتها وهذا يصنف تهديدا خطيرا تقدره جيدا القوات المسلحة الأردنية.
وأكد جرادات أن القوات المسلحة قادرة على أن تصد أي عدوان أو تهديد على الدولة الأردنية ومكتسباتها ، إلا أنه يجب التركيز أيضا على الأمن الداخلي والجبهة الداخلية، لأن من يريد أن يدخل المخدرات والأسلحة والصواريخ من الممكن أن يكون له أعوان ومتعاونين ينفذون مخططات سيتم احباطها ، إلا أننا نثق بأجهزتنا الأمنية التي تراقب الوضع عن كثب وتعمل بشكل مشترك وبتعاون كبير كفيلة بالتصدي لكافة المحاولات.
ولفت إلى أهمية مساندة القوات المسلحة الأردنية إعلامياً بكافة السبل والإمكانيات، ودعم السياسة الداخلية والانتباه للبيئة الداخلية، وتحصينها وتفعيل قدراتنا ووسائلنا الإعلامية الوطنية بأسلوب يتناسب ويرتقي لمستوى التهديد وتوعية الشباب والمجتمع ودعم المؤسسات الأمنية والوطنية ، لتكون سد منيع اتجاه هؤلاء المهربين والارهابيين المدعومين من منظمات إقليمية، التي تسعى لتشويه صورة الأردن والتأثير على المواقف الأردنية البطولية، ووقوفه إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين في الصراع الدائر بقطاع غزة والضفة الغربية.
وأكد اللواء إلى أن الركيزة الأساسية تقوم على الدفاع عن الأمن الوطني الأردني في ابعاد حماية نظامنا وسيادته ومجتمعنا ومؤسساتنا بكل ما أوتينا من قوة وامكانات وتكاتف الجهود والعمل على إفشال أي مخططات أو تهديدات تسعى للتأثير على وطننا وتفويت الفرصة لاستغلال ضعاف النفوس.
وتحدث جرادات عن الإشاعات التي تخرج من البعض بين الحين والآخر والتي هدفها التشكيك وعدم دعم المواقف الوطنية، خاصة فيما يتعلق بالسوشال ميديا مثل الاضراب واغلاق المحال التجارية والذي يجب أن يكون العكس، فتقديم المساعدات للأهل في غزة وفلسطين لا تحتاج لمثل هذه المواقف، مؤكداً أننا بحاجة إلى رسالة إعلامية قوية للوقوف بوجه المغرضين ومنع تأثيرهم في المجتمع، مضيفاً بأن الأردن بحاجة إلى رص الصفوف والوعي في هذه الظروف الصعبة، ونرتقي جميعا إلى مستوى التحدي والتهديد الذي يواجه الأردن، والالتفاف حول القيادة الهاشمية والقرارات الوطنية، ولا نسمح لأي مغرض أو محطات إعلامية سواء من الداخل أو الخارج أن تشوه الواقع أو تقلل من جهود الأردن وأهله داخليا أو في دعم الأشقاء.
ونوه إلى أهمية تحصين الشباب في المدارس والجامعات، وزيادة الوعي في المؤسسات التعليمية والوطنية.
وأشار إلى أن ما يحدث على الحدود الشمالية من محاولات لتهريب المخدرات والأسلحة، تتوجب على الجميع أن يأخذ الأمور على محمل الجد باعتبار ان المواطن هو هدف الأمن الشامل ووسيلته وهو الداعم الرئيس لنجاح الاستراتيجية الوطنية .
وبين أن الجيش العربي الباسل وأجهزتنا الأمنية سواء الأمن العام والمخابرات العامة، يعملون ليلاً نهاراً وضمن استراتيجية واحدة وقوية ومشتركة من أجل مواجهة هذه كل هذه التحديات والتهديدات واحباط الخطط المغرضة بحق الأردن، تحت قيادة حكيمة ورشيدة ويساندهم دعم شعبي وفي وواعي كبير، وذلك بهدف تجاوز هذه المراحل الصعبة، وتفويت الفرص على المنظمات الإقليمية العابثة والتي تدعم مجموعات الارهابيين والمهربين من التأثير على الأمن الوطني الاردني.