- الأحزاب تعمل في المرحلة الحالية فقط لغايات الانتخابات القادمة.
- أدعو الشرفاء في هذا الوطن أن لا يبقوا على هوامش المشهد
- "لا شيء يحدث بليلة وضوء قمر" فالإصلاح يجب أن يبنى بطريقة صحيحة وهذا يتطلب وقتاً
- نسب مشاركة الأردنيين في الأحزاب مقابل دول أخرى تعتبر جيدة وطبيعية
فرح القاسم ابو رمان
تعتبر الأحزاب السياسية من أهم قواعد التنمية السياسية، فهي تلعب دوراً مهماً في الحياة السياسية الجديدة، حيث يصب العديد آمالهم على الأحزاب والعمل على ابراز دورها في المرحلة القادمة بما يصب في مصلحة الوطن، خاصة وأننا أصبحنا نشهد تحرك واضح وحقيقي على أرض الواقع للعديد من الأحزاب، إلا أنه في الجهة المقابلة وبالرغم من الحراك السياسي الكبير الملحوظ؛ سواء على صعيد تصويب أوضاع الأحزاب القائمة (وفقاً لقانون الأحزاب،وتشكّل أحزاب جديدة، إلا أن هنالك البعض يمتلكه مشاعر الخوف من فشل التجربة الحزبية في الأردن.
وللحديث أكثر عن الحياة الحزبية في الأردن، التقى موقع "صوت عمان"، وذلك ضمن سلسلة من التحقيقات الصحفية، عضو لجنة التحديث الملكية والنائب السابق قيس زيادين، للحديث عن الأحزاب السياسية ومستقبلها في الأردن وأهمية دور الشباب بالأحزاب.
- في البداية، كيف ترى واقع الأحزاب في الأردن مؤخراً؟
الدول المتقدمة بالعالم، مبنية على أساس وجود عدة أحزاب تتداول السلطة أو الحكومة فيما بينها، واليوم نحنُ في الأردن يجب أن نصل إلى ذلك المفهوم خلال السنوات القادمة، فالحزب ليس فقط مبني على البرامج، بل يجمع الأفكار إلى جانب البرامج.
وأضاف زيادين أن الأحزاب لا تمتلك مقومات الديمومة، وتعمل فقط في المرحلة الحالية لغايات الانتخابات القادمة، معتقداً أنها لن تنجح بهذه الطريقة، لأنه يجب أن تكون الأحزاب مبنية على فكر وبرامج، والأحزاب بالنهاية هي عمل تطوعي.
- كيف ترى التحديث السياسي القائم في الأردن خلال المرحلة الحالية؟
هنا أريد أن اقتبس حديث من آخر خطاب لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حيث قال: "نريد أن نصل إلى أردن حديث"، وبالتالي يجب أن ندعم الشخص المناسب للوصول إلى المكان المناسب، من مبدأ (تكافؤ الفرص)، فالفساد الإداري يعتبر أخطر من الفساد المالي، ويجب القضاء عليه.
وعلينا أن نذهب في هذا الاتجاه فهو طريق لوجهة واحدة، وعلينا أن نسلك الطريق السياسي، ومن هنا أدعو الشرفاء في هذا الوطن أن لا يبقوا على هوامش المشهد، وأن يعملوا في اتجاه الإصلاح.
- ما هو مستقبل التحديث السياسي؟
في ظل تعدد القرارات والحديث بعدم التطور والتغييرات الملموسة على المواطنيين، يجب أن نؤكد هنا أنه "لا شيء يحدث بليلة وضوء قمر"، فالإصلاح يجب أن يبنى بطريقة صحيحة وهذا يتطلب وقتاً، وأخذ الوقت ليس عيب.
حيث يجب أن نبدأ بالتعليم، حتى ينشأ جيل مختلف بالوعي والثقافة المجتمعية، ونحن بحاجة لسنوات حتى ينشأ جيل مختلف، لنستغل طاقاته في المكان الصحيح، كـ"الأحزاب"، ليضمن مستقبله كما يحدث في دول العالم.
- ما هو تعليقك حول نتائج مركز الدراسات الاستراتيجية حول الأحزاب؟
إن نسبة مشاركة الأردنيين في الأحزاب مقابل دول أخرى تعتبر جيدة وطبيعية، ومثال على ذلك؛ نسبة المنتسبين لدى الأحزاب في بريطانيا 2%، ولكن هذا لا يعني أن ينتسب جميع الأردنيين للأحزاب، فهو عبارة عن مجموعة أشخاص يعملوا على طرحو الفكر والمنهج والبرنامج، وعلى أساسه يمتلك المواطن الحق في مؤازتهم من عدمه.
حزب المحافظين في بريطانيا، يبلغ عدد منتسبيه "150 ألف " إلا أنه يحصد في الانتخابات النيابية بين "18 ـ 25" مليون صوت، إذاً الحقيقةً في مؤازريه والداعمين له، وليس فقط المنتسبين بالحزب، وبالتالي 4% أو 2% مهتمين في الأحزاب، أمر طبيعي وهذه نسبة طبيعية
- كيف ترى مشاركة الشباب في الأحزاب؟
يجب أن نعطي الشباب أمثلة أحزاب حقيقة وواقعية، حتى نشجعهم للانتساب لها، فاليوم الشباب ينتظرون وجود أحزاب حقيقية، قادرة على تحقيق آمالهم وطموحهم.
- حدثنا عن الحزب المدني الديمقراطي؟
الحزب المدني الديمقراطي يمتلك ثلاثة عشر مبدأ، منها الاقتصاد الاجتماعي، حيث يتم عرض هذه المبادئ على الأشخاص المهتمين وله حرية الاختيار في الانتساب.
ومن ضمن مبادئ الحزب "لا نؤمن باستغلال الدين في السياسة ونرفض استغلال الدين في السياسة " فالدين طاهر ومقدس والسياسة دنياوية وملوثة، ولا يجوز الخلط بين الطاهر والملوث، ولا يجوز أن ألعب على مشاعر الناس الدينية لاكتساب مكاسب سياسية على الأرض.
وهناك فرق بين العشيرة والعشائرية، فالعشيرة هي مكون اجتماعي وليس مكون سياسي، وهذا الحزب لا يرى في العشيرة مكون سياسي بل يرى فيها مكون اجتماعي نجله ونحترمه، وفي عشائرنا الأردنية، ونحنُ لا نؤمن بـ"حنا كبار البلد وحنا كراسيها"،فالمواطنة هي ما نقدم للوطن وما ننجز للوطن، وكلنا متساوين.
وأكد أن أبرز مبادئ الحزب اهتمامهم في القضية الفلسطينية وأنها قضية جوهرية ومهمة.