محليات
صوت عمان :
إيهاب حصوة
تسائل النائب فريد حداد عن واقع المستشفيات الميدانية في الأردن، والتي وصفها على أنها كانت تجربةً للقطاع الطبي الأردني تقدمت فيها وزارة الصحة والحكومة في بداية الجائحة، وأكّد أنه كان من الأولى توسعة الأسرّة في القطاع الطبي، وكان من المفترض أن يشارك فيها القطاع الخاص على نطاق أكبر، دون اللجوء لمستشفيات ميدانية تمت تعبئتها بفائض الكوادر الخاصة بمستشفيات وزارة الصحة، ما أدى إلى وجود بعض الثغرات في قدرات كوادرها الطبية، وغياب بعض التخصصات فيها.
وأشار حداد لـ"صوت عمان" إلى محدودية الكفاءات في تلك المستشفيات، مبينًا أن المستشفيات الميدانية كان الدافع الرئيس لإنشائها هو علاج مصابي الكورونا فقط، دون النظر إلى وجود أمراض أخرى لدى المصابين، أو احتمالية تعرضهم لأي مرض آخر قد يصيب الفرد في أي ظرف استثنائي.
وأكّد حداد أن المستشفيات الميدانية ذات بنية ضعيفة لا تتواءم مع مستوى الطب في الأردن وطبيعة الطقس والجغرافيا، وبالأخص في مدينة عمان، واصفًا إياها ب " أشباه المستشفيات"، كما كان هناك مستشفيات بنيت في محيط المستشفيات العسكرية والمستشفيات الحكومية، مضيفًا أن هذه المستشفيات تعرضت لأزمات لسوء بنيتها وقواعدها وأسطحها، كعدم صمودها أمام حالة الطقس التي مرت على الأردن، مشيرًا إلى أن الكوادر كانت على حساب المستشفيات الأخرى، والتي وصفها بأنها لم تكن كفؤًا، وبمستوى أصحاب الخبرات الطويلة.
وأضاف حداد أن هذه المستشفيات كثير منها تم التغاضي عنها والتغطية عليها بداعي كورونا، ولكننا نؤمن أنها بدرجة معينة قامت بواجبها في زمن الكورونا، وإن كانت تفتقر إلى المستوى الخدمة الطبية المطلوب، وإن هذه المستشفيات كانت "قرارًا متعجلًا"، شاكرًا جهود القطاع الطبي على الجهود التي بذلها، مع التحفظ على بعض التجاوزات المالية والتي تتعلق بالادعاءات المتعلقة بتكلفة المستشفيات الميدانية وأنها بلغت 16 مليون دينار، ولكن حدّاد يعتقد أن التكلفة الفعلية قد تصل إلى 25 مليون دينار تقريبًا.
ووجّه حداد سؤالًا نيابيًا في هذا الشأن تضمن أسئلة ماليةً ورقابيةَ على القطاع الصحي الأردني، واليوم نحن أمام سؤال أكبر وهو "ما مستقبل المستشفيات الميدانية؟" بعد أن تخطينا الجائحة.
ودعا حداد أن يتم الاستفادة من هذه المستشفيات؛ من خلال تقديم خدمة طبية تحافظ فيها على المال العام وتقلل من الصرف والهدر المالي، وأن تبني الحكومة من خلال هذه المستشفيات، مستشفياتٍ لغسيل الكلى وأن تستقطب الكفاءات الأردنية في القطاع الخاص والشارع الطبي.
وأكّد حداد أنه كان الأجدر أن يعاد توزيع الأموال التي صرفت على المستشفيات الميدانية؛ من خلال العمل على تحسين البنية التحتية وتأهيل الأطباء، وابتعاثهم إلى دور العلم الداخلية والخارجية.
ووصف حداد هشاشة البنية التحتية للمستشفيات الميدانية ب " قضية فساد"، والتي تفتقر إلى القوة والصمود أمام المتغيرات الجوية، والتي كان الأجدر أن تكون مدروسة أكثر، بالأخص مستشفى عمان الميداني المجاور لمستشفى الأمير حمزة.
تصميم و تطوير 