في تطور مقلق لظاهرة التدخين في الأردن، كشف المسح الوطني لانتشار التبغ بين البالغين الذي أجرته وزارة الصحة عن ارتفاع معدلات التدخين بين الإناث إلى 28.8%، أي ما يقارب ثلث النساء في الأردن. أما نسبة التدخين بين الذكور فقد بلغت 71.2%، ما يعكس مشكلة صحية واجتماعية متفاقمة تتطلب تدخلاً عاجلاً.
وتشير هذه الإحصائيات إلى أن التدخين لم يعد مقتصرًا على الرجال، بل أصبح منتشرًا بشكل متزايد بين النساء، وهو ما يعكس تغيرًا في العادات الاجتماعية والاقتصادية. ويرى خبراء الصحة أن هذه الأرقام قد تكون مرتبطة بعوامل متعددة، من بينها الضغوط النفسية، والتغيرات الثقافية، والتساهل المجتمعي مع التدخين بين الجنسين.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن التدخين من أهم أسباب الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب، والسرطان، وأمراض الجهاز التنفسي، مما يجعل هذه النسب المرتفعة مصدر قلق صحي كبير. كما أن ارتفاع نسبة المدخنات قد يؤدي إلى زيادة المشكلات الصحية بين النساء، بما في ذلك المضاعفات أثناء الحمل والولادة.
في مواجهة هذه الأرقام الصادمة، شددت وزارة الصحة الأردنية على ضرورة تكثيف الحملات التوعوية، وفرض إجراءات صارمة للحد من التدخين، مثل زيادة الضرائب على منتجات التبغ، وتشديد الرقابة على الإعلانات التي تروج للتدخين، وتعزيز البرامج التوعوية في المدارس والجامعات.
وختاماً إن ارتفاع معدلات التدخين بين النساء في الأردن يعد مؤشرًا خطيرًا يتطلب جهودًا متضافرة من الحكومة والمجتمع المدني لمكافحة هذه الظاهرة والحد من تأثيرها الصحي والاجتماعي. فبدون تدخل فعال، قد تتفاقم المشكلة