في ظل الأجواء الشتوية التي تعيشها المملكة، أثار غياب "ثلجة جلمود" التي جرى الترويج لها بشكل واسع موجة من الجدل بين المواطنين، مما أدى إلى تراجع ثقتهم بمقدمي النشرات الجوية والأرصاد .
فبينما كانت التوقعات الجوية تشير إلى تساقط الثلوج بكثافة على معظم المناطق، لم يتحقق ما كان منتظرًا، وهو ما خلق حالة من الإحباط والانتقادات اللاذعة.
وضجت وسائل التواصل الاجتماعي على مدار الأيام الماضية بتوقعات تشير إلى قدوم منخفض جوي عميق مصحوب بتساقط كثيف للثلوج، أُطلق عليه "ثلجة جلمود".
وأكد بعض المتنبئين الجويين أن هذه العاصفة ستؤدي إلى إغلاق الطرق وتعطيل الحياة العامة في العديد من المناطق، مما دفع الأردنيين للاستعداد لها عبر تخزين المواد الغذائية وتأجيل خططهم اليومية.
ولكن مع مرور الأيام، لم تشهد المملكة أي تساقط ثلجي يذكر في معظم المناطق، باستثناء بعض الزخات الخفيفة في المرتفعات العالية، مما أثار موجة من السخرية والغضب بين المواطنين الذين شعروا بأنهم وقعوا ضحية مبالغات غير دقيقة.
من جهته اشتكى عدد من المواطنين من التضارب بين التوقعات والواقع، وبدأ العديد من الأردنيين في التشكيك بمدى دقة النشرات الجوية، وانتشرت تعليقات ساخرة على منصات التواصل الاجتماعي، معتبرين أن التوقعات الجوية أصبحت أقرب إلى التنجيم منها إلى العلم.
ويقول المواطن خالد العبدالله: "اعتمدت على التوقعات الجوية وخططت لإجازة طارئة بسبب الثلوج، لكن لم يحدث شيء! كيف يمكن أن نعتمد على هذه التوقعات مستقبلاً؟".
بينما أضافت هناء السالم: "لا نريد تهويلاً أو تخويفاً، نريد فقط توقعات دقيقة تستند إلى العلم وليس الإثارة الإعلامية".
وعلى صعيد متصل دافع بعض مقدمي النشرات الجوية عن توقعاتهم، مؤكدين أن التنبؤ بالطقس ليس علماً دقيقاً بنسبة 100%، وأن الظروف الجوية قد تتغير في أي لحظة، وأوضح أحد خبراء الأرصاد قائلاً: "لقد أشرنا إلى احتمالات التغيير في الحالة الجوية، ولكن للأسف بعض الناس يركزون فقط على السيناريو الأسوأ دون مراعاة بقية التفاصيل".
وأكد خبراء الأرصاد الجوية أن النماذج المناخية العالمية تقدم توقعات مبنية على معطيات متغيرة، وأن دقة التنبؤ تقل كلما زادت المدة الزمنية المتوقعة، مشيرين إلى أن الظروف الجوية في المنطقة معقدة ومتأثرة بعدة عوامل متغيرة.
وفي الختام طالب مواطنون وخبراء بضرورة إعادة تقييم آليات التنبؤ الجوي في الأردن، والتركيز على تقديم معلومات أكثر دقة وواقعية للمواطنين دون مبالغات قد تثير الهلع أو الإحباط ، كما اقترح البعض ضرورة وجود ضوابط واضحة للتصريحات الإعلامية المتعلقة بالطقس، خاصة من قبل الجهات غير الرسمية.
ويبقى السؤال كيف يمكن استعادة ثقة الأردنيين بالنشرات الجوية بعد سلسلة من التوقعات غير الدقيقة؟
وهل ستشهد المرحلة القادمة تحسناً في دقة التنبؤات، أم ستبقى التكهنات الجوية مثاراً للجدل والسخرية؟