يبدو أن الوزراء قد اكتشفوا أسلوبًا جديدًا لتقييم أداء المديرين، وهو "المتسوق الخفي". نعم، عزيزي القارئ، نحن نتحدث عن تلك الفكرة المدهشة التي تجعل من تقييم الأداء عملية تشبه لعبة الغموض، حيث يتم إرسال أشخاص غير معروفين لتقييم الخدمات والأداء دون أن يشعر أحد بذلك. لكن يبدو أن هذه الطريقة قد أثارت بعض التساؤلات حول جدواها وفعاليتها.
لنبدأ بالحديث عن بعض البنود التي تم تقييم المديرين بناءً عليها. فتخيل معي، عزيزي القارئ، أن يتم تقييمك بناءً على وجود "بوفيه" أو "تكييف" في المبنى الذي تعمل فيه ك مدير ، بينما المبنى نفسه مليء بالتصدعات ولا يوجد به أساسيات العمل! هل يعقل أن يكون هذا هو المقياس الحقيقي للأداء المدبر ؟ يبدو أن الوزراء قد قرروا أن يركزوا على التفاصيل الثانوية بدلاً من المشاكل الحقيقية التي تعاني منها المؤسسات شو رأيكم المدير يعيد بناء المبنى على حسابه لأنه يوجد فيه تصدعات ولا يوجد فيه مصعد شر البليه ما يضحك .
ثم يأتي الخبر المثير للدهشة: أحد الأشخاص الذين تم تجديد خدمتهم لمدة عام كامل، وبعد أقل من شهر من تجديد عقده لمدة سنة ! هل هي صدفة أم أن هناك شيئًا ما وراء الكواليس؟ يبدو أن الأمور تسير بشكل غريب في عالمنا هذا، المشكلة تم تجديد له لأنه لايوجد بديل بخبرته وقدرته على إدارة المديرية هذا كان جواب الوزارة .
وعندما تحدث الأمين العام مع أحد المديرين، صُدم عندما سمع أنه لم تأتي أي شكوى ضده طوال فترة خدمته. ولكن المفاجأة كانت عندما أُخبر بأنه قد على تصدير 750 ألف رأس دون أي شكوى من التجار! هل يُعقل أن يكون هذا إنجازًا حقيقيًا، أم أنه مجرد حظ عابر؟ حيث يصبح النجاح مقياسًا للغموض والفوضى.
هل يمكن أن يكون المتسوق الخفي هو الحل السحري لتقييم الأداء؟ أم أنه مجرد وسيلة للتغطية على الفشل في معالجة القضايا الحقيقية التي تواجه مؤسساتنا؟ لا يسعنا إلا أن ننتظر ونرى كيف ستتطور الأمور في هذا العالم الذي يبدو أنه يتجه نحو اللامعقول. فلنستعد لمزيد من المفاجآت في عالم الإدارة والوزارات، ولنبقَ يقظين أمام هذه المسرحيات التي قد تؤثر على مستقبلنا جميعًا.