في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها البعض، أصبح البحث عن الرزق يطال حتى الأماكن التي يُفترض أنها تظل مقدسة. إذ لم تعد المقابر ملاذًا للراحة الأبدية، بل تحولت إلى مواقع للبحث عن الكنوز المدفونة، حتى لو كانت تلك الكنوز عبارة عن أطقم أسنان ذهبية.
تتحدث الأنباء عن مقبرة جبل قعيس في بلدة أم القطين بمحافظة المفرق، التي عانت من اعتداءات الأحياء عليها. فبعد أن ضاق رزقهم، بدأ البعض ينقبون في رفات الأموات بحثًا عن أي شيء يمكن أن يعود عليهم بفائدة مادية. وكأن هؤلاء الأحياء يريدون أن يصرخوا في وجه الحياة: "اتركونا وشأننا".
تتراكم الجماجم والعظام فوق التراب، لتصبح شاهدة على هذه الاعتداءات، بينما يظل صمت القبور يتوسل إلى من يمر بجانبها أن يحترم قدسيتها. لكن يبدو أن الحاجة والفقر قد دفعا البعض إلى تجاوز كل الحدود.
إن هذه الظاهرة ليست مجرد انتهاك لحرمة الموتى، بل تعكس أيضًا واقعًا مؤلمًا يعاني منه الكثيرون في المجتمع. فبدلاً من أن تكون المقابر أماكن للسكينة والهدوء، أصبحت ساحة لصراع البقاء.