خرج ولم يعد؟ ومات خلف أسوار الصمت والغموض في ظلمات ليس لها قرار، حتى ارتمى في أحضان الموت مرغما أسفا.
هادي عواد محمود القواقنة.. عاش الفصل الأخير من حياته وحيدا، هو من يعلم فقط كيف حارب ساعاته الأخيرة، نحن لن نعلم تفاصيل حكايته ..فالقواقنة كان قادرا على ملأ فجوات عيشه المتناثرة في ذلك المكان البعيد.
لم نعش لحظات "الرعب" التي أصابته قبل أن تتسارع نبضات قلبه، ولا الصراعات التي خاضها عقله الباطن.
هل تبلل خده بالدموع؟ أم نسج قناع اليأس اللعين على وجه الناحل بسرعة حتى أفقده الأمل في الحياة ؟
لا شك أن صوته آنذاك كانت يمتزح بين الصخب والانهاك... حتى رفع راية الاستسلام .. لم يعد يتحمل أكثر.. فلا أحد سيستمع إلى صرخاته في ذلك الوادي السحيق.
أجزم أن الشمس توارت فوق رأسه في حياء ناحية المغيب، نثرت ضوء شفقها الأحمر القاني على وجنتيه لترسم له الرحيل، أشعتها كانت تتسرب باهتة لتخيم ظلمة الليل على مقلة عينيه.
هو رحل، والألم باق... وستبقى الحلقات المفقودة في تسلسل الأحداث جاثمة على قلوب أحبته.. لن تخبرهم بما حل وما حصل..فقد آثرت على الرحيل برفقته.