تتجه تركيا نحو جولة إعادة للانتخابات الرئاسية بعد عدم حصول الرئيس رجب طيب أردوغان ومنافسه المعارض كمال كيليشدار أوغلو على نسبة 50% من الأصوات اللازمة لإعلان الفوز مباشرة في انتخابات.
أظهرت نتائج أولية للانتخابات الرئاسية التركية، الأحد، تقدم رجب طيب أردوغان بعد حصوله على 49.35% من الأصوات، مقابل 45.00% لمنافسه كمال كيليشدار أوغلو بعد فرز 98.67% من الأصوات، وفق وكالة الأناضول الرسمية.
ادعى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تقدمه "بفارق كبير" على منافسه كمال كيليتشدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية بينما كان فرز الأصوات لا يزال مستمرا الاثنين، وأعرب عن جاهزيته لخوض جولة ثانية.
وقال أردوغان، في كلمة له أمام مناصريه في أنقرة، ليلة الأحد الاثنين، "لا نعرف حتى الآن إن كان سيتم حسم الانتخابات في الجولة الأولى، لكن في حال قرر شعبنا تأجيل حسمها إلى الجولة الثانية سنرحب بذلك"، مضيفا أن تحالف الجمهور المحافظ الحاكم فاز ب"الغالبية" في البرلمان.
وأضاف، أنّ إحصاء الأصوات سيستمر في الداخل والخارج، لكن لا نعلم عن النتائج على وجه الدقة، مشيرا إلى أن نتائج الانتخابات لا تظهر فوزه بشكل مؤكد.
وبين، أنه يتقدم عن أقرب منافسه له بفارق 2.6 مليون صوت، مرجحا زيادة الأرقام مع إعلان النتائج الرسمية.
ولفت، إلى أن التحالف الحاكم حقق "الغالبية" في الانتخابات البرلمانية، مشيرا إلى أن الناخبين الذين صوتوا لصالح تحالفنا في البرلمان سيقفون حتما في جانب الاستقرار في الانتخابات الرئاسية.
في الوقت الذي تعهد فيه منافس أردوغان مرشح المعارضة في انتخابات الرئاسة التركية كيليشدار أوغلو، بالفوز عليه في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بعد أن أظهرت النتائج شبه الكاملة أن أيا من المرشحين لم يحقق نسبة 50% زائد صوت المطلوبة.
وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري للصحافيين "إذا كان قرار أمتنا إجراء جولة ثانية، سوف نفوز بها حتما"، مضيفا أن "إرادة التغيير في المجتمع أعلى من 50%".
* جولة الإعادة في 28 أيار
ونجح أردوغان في تحويل تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، إلى طرف فاعل على الصعيد العالمي وأقام مشروعات عملاقة بها لمواكبة العصر مثل الجسور والمستشفيات والمطارات الجديدة وأسس صناعات عسكرية تطلب إنتاجها دول أجنبية.
لكن سياسته الاقتصادية المتمثلة في خفض أسعار الفائدة أدت إلى أزمة غلاء المعيشة وزيادة التضخم، مما تركه فريسة لغضب الناخبين.
وما زاد من استياء الناخبين هو رد الفعل البطيء من جانب حكومته على الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب شرق تركيا وأودى بحياة 50 ألفا في شباط.
وتعهد كيليشدار أوغلو بوضع تركيا على مسار جديد بإحياء الديمقراطية والعودة إلى السياسات الاقتصادية التقليدية وتمكين المؤسسات التي فقدت استقلاليتها في ظل قبضة أردوغان القوية وإعادة بناء العلاقات المتدهورة مع الغرب.
ويخشى المنتقدون أن تزداد سلطوية أردوغان أكثر من ذي قبل إذا فاز. ويقول الرئيس المخضرم البالغ من العمر 69 عاما وحقق 12 انتصارا في الانتخابات، إنه يحترم الديمقراطية وينفي أي نزوع للحكم السلطوي.
وحصل المرشح الثالث لانتخابات الرئاسة سنان أوغان، على 5.3 بالمئة من الأصوات. وقد يكون تحديد من سيدعم في جولة الإعادة أمرا بالغ الأهمية.
كما يصوت الأتراك لانتخاب برلمان جديد في منافسة بين تحالف الشعب الذي يضم حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية بزعامة أردوغان وحزب الحركة القومية القومي وآخرين، وتحالف الأمة بزعامة كليتشدار أوغلو المكون من ستة أحزاب معارضة، بما في ذلك حزب الشعب الجمهوري العلماني الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة.
لكن إذا أطاح الأتراك بأردوغان فسيكون هذا إلى حد كبير نتيجة شعورهم بتبدل أوضاعهم الاقتصادية وتراجع قدرتهم على تلبية الاحتياجات الأساسية في ظل تضخم تجاوز 85% في تشرين الأول 2022 وانهيار الليرة.
وسيكون للناخبين الأكراد الذين يمثلون ما يتراوح بين 15 و20% من إجمالي الناخبين، دور محوري في هذه الانتخابات، ومن المستبعد أن يحصل تحالف الأمة منفردا على أغلبية برلمانية.
التغيير أو الاستمرار
أردوغان خطيب مفوّه ومخضرم في قيادة الحملات الانتخابية والفوز بها، وقد بذل قصارى جهده خلال حملته الانتخابية. ويحظى الرجل بولاء مطلق من الأتراك المتدينين الذين كانوا يشعرون في الماضي بأن تركيا العلمانية سلبتهم حقوقهم. وسبق أن تغلب أردوغان على محاولة انقلاب في 2016 واجتاز العديد من فضائح الفساد.
لكن إذا أطاح الأتراك بأردوغان فسيكون هذا إلى حد كبير نتيجة شعورهم بتبدل أوضاعهم الاقتصادية وتراجع قدرتهم على تلبية الاحتياجات الأساسية في ظل تضخم تجاوز 85% في تشرين الأول 2022 وانهيار الليرة.
وخلال سنوات حكمه الطويلة أحكم أردوغان قبضته على معظم المؤسسات التركية وهمش الليبراليين والمعارضين. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها العالمي لعام 2022 إن حكومة أردوغان أعادت سجل تركيا في مجال حقوق الإنسان عقودا للوراء.
وسيكون للناخبين الأكراد الذين يمثلون ما يتراوح بين 15 و20% من إجمالي الناخبين، دور محوري في هذه الانتخابات، ومن المستبعد أن يحصل تحالف الأمة منفردا على أغلبية برلمانية.
وحزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد ليس جزءا من تحالف المعارضة الرئيسي، لكنه يعارض أردوغان بشدة على خلفية حملة القمع التي استهدفت أعضاءه في السنوات الماضية.