جرت الانتخابات في تركيا اليوم، الأحد، بين مرشحين رئيسيين: الرئيس الحالي رجب طيب إردوغان وزعيم المعارضة كمال كيليتشدار أوغلو.
أدلى الناخبون في تركيا المنقسمة بشدة بأصواتهم الأحد لاختيار رئيس خلفا للرئيس الإسلامي المحافظ رجب طيب إردوغان الذي يتولى السلطة منذ عشرين عاماً.
وبعد قرن على تأسيس الجمهورية، جرى الاقتراع في أجواء من الاستقطاب الشديد بين المرشحين الرئيسيين إردوغان (69 عاماً) وخصمه كمال كيليتشدار أوغلو (74 عاماً) الذي يقود حزباً ديموقراطياً اجتماعياً وعلمانياً.
وأغلقت مكاتب الاقتراع البالغ عددها حوالى 200 ألف في تركيا الأحد عند الساعة 17.00 بالتوقيت المحلي (14.00 ت غ) بعدما استقبلت حشوداً من الناخبين منذ الصباح بدون تسجيل حوادث تذكر، لانتخاب الرئيس الثالث عشر للجمهورية وتجديد أعضاء البرلمان
.خبير ومحلل سياسي: المعركة في تركيا بين التغيير والاستمرارية ودافعها الأول هو الاقتصاد
يقول إمري بيكر، المحلل السياسي في مجموعة أوراسيا [Eurasia Group] إن الانتخابات التركية التي شهدتها البلاد اليوم تمثل معركة بين التغيير والاستمرارية، والاقتصاد هو الدافع الأساسي والأكبر فيها.
ويضيف بيكر أن نسبة الأصوات التي يمكن أن يتلقاها المرشح سنان أوغان والناخبين الذين لم يكونوا حسموا قرارهم قبل الاقتراع قد تشير إلى أن أياً من الرئيس الحالي، رجب طيب إردوغان، أو منافسه، كمال كيليتشادر أوغلو، قادران على حسم النتيجة عبر الحصول على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات.
لكن بيكر لا يسبعد حصول مفاجأة.
ويضيف المحلل السياسي أن إردوغان يحاول يائساً نقل النقاش إلى قضايا مثل الإرهاب، الوطنية، والقيم الأسرية، مع محاولة إبراز صورة قوية لنفسه كزعيم عالمي. لكن حجم المشاكل الاقتصادية، بحسب بيكر، ضخم جداً، لدرجة أن ذلك قد لا يكفي إردوغان.
من جهته، زاد زعيم المعارضة كمال كيليتشدار أوغلو التطرق إلى مسائل منها الفشل الاقتصادي والديمقراطية والعدالة ودولة القانون والحريات. وبحسب بيكر، حقق ائتلاف كيليتشدار أوغلو أداء جيداً في الحملة الانتخابية.
الائتلاف نجح في رسم صورة جميلة للمستقبل
بينما اعتمد إردوغان على الإنجازات السابقة
وهكذا، فإن بيكر يبقي على جميع الاحتملات مفتوحة، لا بل أنه يلمح أن البلاد قد تشهد جولة ثانية في الثامن والعشرين من أيار/مايو، لحسم النتيجة واختيار رئيس البلاد والبرلمان.