هل علينا أن نعالج جسر عبدون لمنع البعض من الانتحار عليه ام نعالج حكاية المنتحر؟ هل الحق على الجسر؟
ماذا لو عالجنا الجسر، ثم اكتشفنا أن المرضى صاروا يبحثون عن جسر آخر أو مبنى شاهق آخر؟ ألم يبدأ الأمر من عمارة الداخلية، ثم إنهم أغلقوا أبوابها منعا للصعود على سطحها. فهل عندما حاول المنتحر فتح الباب ووجده مغلقا عاد إلى منزله، أم أنه عثر على "حبل" آخر؟
لم تدن محكمة يوما حبل المنتحر لانتحاره. ولم تلقي القبض عليه.
تبدو حوادث الانتحار أو محاولة الانتحار معقدة للغاية لا ترتيط بسبب واحد او حتى اثنين.
يبدأ الأمر بتمزق الوازع الديني لدى الفرد، فيتحول الى فريسة سهلة لكل فكرة، ثم أنه لا ينتهي بالوقوع في شباك معاناة ما، أو صدمة.
ليس مهمًا سبب الصدمة، قد تكون مجرد إخفاق في الثانوية العامة، أو خوفا من الأهل في قضية ما، هي عند الاخرين أقل شأنا من أن تكون سببا لتعكير صفو العقل لساعة فما بالك بالانتحار.
لكن هل يكفي تمزيق الوازع الديني من أجل ارتطام شخص بالارض ؟ يبدو انه يكفي. لكن هل هو وحده؟ علماء النفس والاجتماع يجيبون بالنفي. لا. ليس وحده.
نحن بحاجة إلى معالجة عدة أسباب وهذا يزيد من تعقيد الأزمة. كما أن المجتمع لجملة من المعالجات المستمرة التي تحتاج إلى نفس طويل، قد لا نرى نتائجه فورا، نبدأ فيها من المسجد والمدرسة والاعلام، ثم الأسرة. ويقودنا فيها علماء دين واجتماع ونفس.
لكن هل هذا يكفي؟ على الاطلاق لا يكفي. نحن بحاجة ايضا الى سياسة اقتصادية متينة، تبدأ بعلاج معيشة الشباب. ومنصة سياسية تفتح أذرعها للشباب.