"ماذا نسي الوزير عندما عرض انجازاته!!" بهذا السؤال وجه استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية،وممثل الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية الدولية في الأردن،الدكتور محمد حسن الطراونة، وابل من الأسئلة الهامة لوزير الصحة الدكتور فراس الهواري.
وأكد الدكتور محمد الطراونة لـ"صوت عمان"أنه الذي يريد التحدث عن الإنجازات فيجب أن تكون للمجتمع والقطاع وليس الشخص، والمجتمع يقول غير ذلك،مضيفا "لاحظنا الفترة الأخيرة نقص الأدوية في بعض المستشفيات، وتراكم الديون، والمشكلات المالية سواء في القطاع العام والخاص، والوزير هو مسؤول بشكل عام عن الشؤون الصحية في الأردن، ولذلك كل ما يظهر على الإعلام هو نقطة من كل ما لا نراه بدقة".
وأضاف الطراونة: "المستشفيات ينقصها الاختصاصات الطبية، وخاصة في المحافظات، حيث يضطر المواطن اللجوء إلى مستشفيات عمان للحصول على العلاج، مما يؤدي إلى ضغط من الأطراف على المركز، فالخدمة لا تظهر جودتها بسبب الضغط، بالإضافة إلى تقاعد الأطباء الاستشاريين"، متسائلاً؛ هل شراء الخدمات والعقود يعمل على حل المشكلة؟! وهل هذا يعتبر خصخصة للخدمات الصحية بمسمى" التشغيل" بالعقود؟.
ولفت الطروانة لعدم وجود الإدارة الصحيحة لـ"البنية التحتية" المتردية للمراكز والمستشفيات، وعدم وجود دعم للسياحة العلاجية، وإهمال جانب التشاركية بين القطاع الخاص والعام في هذا الملف،الذي لم تستطع الأردن استغلاله بالشكل الصحيح.
وتابع: "كما لا ننسى المركز الوطني للأوبئة وأهمية تفعيله بشكل أكبر مما هو عليه، وإلغاء البورد الأردني وآثاره السلبية، وضعف الرعاية الصحية الأولية وتشخيص الأمراض، وضعف الرقابة على القطاع الصحي، والكوادر الطبية التي تحتاج للتدريب والتطوير، وملف التأمين الصحي الشامل، والذي منذ ثلاث سنوات لم يحصل أي تغيير ملموس عليه".
وتطرق الطراونة في حديثه إلى عدم إيجاد حلول واضحة، وضعف العلاقة مع النقابات الصحية،وملف لائحة الأجور وحل المشاكل والقضايا مع شركات التأمين، وضعف تدريب الكوادر الطبية وعدم وجود بيئة عمل آمنة،وارتفاع بطالة الأطباء، والديون المتراكمة والعالقة لشركات الأدوية والمسلتزمات الطبية.
وأكد الطراونة، أن هنالك الكثير من الاخفاقات رافقت تلك النجاحات التي تحدث عنها وزير الصحة، مشيراً أن ما ذكره سابقاً ما هو إلا نقطة في بحر العديد من الأمور التي لم تكن جيدة، إضافة الاخفاق بملف المستشفيات الميدانية،والتي كلفت الملايين.
واختتم الطراونة حديثه، قائلاً "القطاع الصحي والتعليمي هما من أهم مقومات الدولة، حيث أن الإنفاق بهما حوالي 10% من موازنة الدولة تذهب للقطاع الصحي، والقطاع الصحي كان يحصل 10 مليار سنوياً، وذلك لأننا نفتقد الإدارة وسياسة الشخص الواحد،وهذا يجب أن يتم تغييره".