وجّهت هيئة محلفين كبرى في مانهاتن بمدينة نيويورك اتهامات للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بعد تحقيق حول دفعه أموالا لإسكات ممثلة إباحية، غير أن ترامب أكد أنه بريء تماما.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" (The New York Times) الأميركية عمن أسمتهم مسؤولين مطلعين قولهم إنه من المرجح إعلان لائحة الاتهام ضد ترامب في الأيام المقبلة.
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن أحد محامي ترامب أن الرئيس السابق يواجه أكثر من 30 تهمة تتعلق بالاحتيال التجاري.
وتعتبر هذه المرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة التي تُوجّه فيها اتهامات جنائية لرئيس أميركي سابق أو رئيس في المنصب.
وقالت وسائل إعلام إن الادعاء العام في نيويورك وهيئة الدفاع عن ترامب توصلا إلى اتفاق لتسليم نفسه للتحقيق يوم الثلاثاء القادم، مشيرة الى أن الإعلان عن توجيه الاتهام لترامب تم عن طريق تسريب إعلاني، وحتى الآن لم توجه أي اتهامات لترامب بشكل رسمي.
وأضاف أنه من المتوقع أن يصدر توجيه الاتهام لترامب بشكل رسمي خلال أيام، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية في نيويورك تعمل لمواجهة أي تداعيات أمنية أو احتجاجات لأنصار ترامب مع بدء جلسات محاكمته.
بدوره قال رون ديسانتيس حاكم فلوريدا إن اتهام ترامب مناف للقيم الأميركية، وإن الولاية -التي يقيم بها ترامب- لن تساعد في أي طلب لتسليمه.
وأفادت شبكة "سي إن إن" (CNN) بأن شرطة نيويورك طلبت من عناصرها الاستنفار لأي احتمال لحصول اضطرابات أو لسيناريو الفوضى غير العادية.
وأضافت الشرطة أنها لن تتسامح مع أي عنف، وستراجع خطط انتشار عناصرها من أجل مواكبة التطورات الأمنية.
وفي أول رد على القرار، قال ترامب في بيان إنه بريء تماما، وإن اتهامه استمرار للتدخل في الانتخابات ونهج الاضطهاد السياسي.
وأضاف أن ما يحصل معه لم يحدث من قبل في تاريخ الولايات المتحدة، قائلا: إن توجيه الاتهام لي سيرتد على الرئيس جو بايدن الذي يحاول مطاردتي سياسيا عبر القضاء.
وشدد ترامب على أن هذه السابقة التاريخية بتوجيه اتهام لرئيس سابق دليل على خداع الديمقراطيين.
واتهم الرئيس السابق الديمقراطيين بأنهم مارسوا الغش مرات لا تحصى على مر العقود بما في ذلك التجسس على حملته الانتخابية.
وفي وقت لاحق، قالت إن ترامب إن الديمقراطيين وجهوا هذه التهمة الزائفة والفاسدة والمشينة ضدي لأنني أقف مع الشعب الأميركي.
وأضاف: هم يعلمون أنني لن أستطيع الحصول على محاكمة عادلة في نيويورك.
بدوره، قال فريق الدفاع عن ترامب إن هيئة المحلفين أبلغتهم بتوجيه اتهامات لموكلهم، مؤكدين أنهم ينتظرون إعلان لائحة الاتهام رسميا، وأنهم يتوقعون أن يتم استدعاء ترامب للمثول أمام المحكمة في غضون أيام.
وأضاف فريق الدفاع أن ترامب ضحية نسخة فاسدة ومشوهة من نظام العدالة، وستتم تبرئته.
وفي تعليقه على القرار، قال رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي إن الشعب لن يسامح الديمقراطيين على توجيه الاتهام لترامب.
واعتبر مكارثي محاكمة الرئيس الأميركي السابق محاولة للتدخل في الانتخابات القادمة، محذرا من أن نظام العدالة في خطر.
وقال السيناتور الجمهوري جوش هاولي إن الديمقراطيين يرسلون رسالة بأنهم سيستخدمون سلطتهم للتدخل في الانتخابات المقبلة.
من جانبه، أكد حاكم فرجينيا المرشح الرئاسي المحتمل عن الحزب الجمهوري أن اتهام ترامب تسليح للقانون هدفه تحقيق مكاسب سياسية.
في المقابل، قال عضو مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي آدم شيف إن اتهام ترامب غير مسبوق، لكن سلوكه وتحديه للقانون غير مسبوق أيضا.
وأضاف النائب الديمقراطي أن على دولة القانون محاسبة الأغنياء والمتنفذين حتى عند توليهم مناصب.
وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر إن ترامب يخضع للقوانين التي يخضع لها كل أميركي.
بدوره أكد محامي الممثلة الإباحية أن موكلته لم تدل بشهادتها أمام هيئة المحلفين لكنها متاحة إذا استدعيت، قائلا إن الحقيقة ستظهر قريبا وتتحقق العدالة.
وقال ترامب في السابق إنه سيواصل حملته للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات إذا وُجهت له اتهامات جنائية.
وقبل أيام، قال ترامب أمام آلاف من مؤيديه خلال أول مهرجان انتخابي له في مدينة واكو إن "مدعي نيويورك تحت رعاية وتوجيه من وزارة اللاعدل، يحقق معي بشيء ليس جناية ولا جنحة ولا علاقة غرامية".
ودعا ترامب (76 عاما) -الذي واجه إجراءات عزل بتهمة التحريض على تمرد- أنصاره للاحتجاج تنديدا بألفين براغ المدعي العام لمانهاتن، وتوقع الرئيس السابق أن يتم "توقيفه" من دون أن يقدم براغ إثباتا على ذلك.
ويُعتقد أن ترامب هو الأوفر حظا بفارق كبير للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية عام 2024.
وامتنع المنافسون المحتملون الآخرون -الذين يتقدمهم رون ديسانتيس حاكم فلوريدا- في البداية عن انتقاد ترامب، لكنهم بدؤوا في الفترة الأخيرة ينتقدون شخصيته والفضائح المتواصلة المحيطة به.
ويواجه ترامب تحقيقا فدراليا على خلفية مساعيه لقلب نتيجة انتخابات 2020 التي خسر فيها، والتحريض على أعمال شغب أوقعت قتلى في الكابيتول قام بها أنصاره لمنع نقل السلطة إلى جو بايدن.