"إرزين" المدينة الصامدة والملاذ الآمن للناجين ,في وقت انقلبت فيه الحياة في جنوب تركيا جراء الزلزال المدمر الذي ضرب 10 مناطق فيه فجر السادس من فبراير الحالي، حاصداً أكثر من 41 ألف قتيل، بلدة وحيدة صمدت ولم يسقط فيها أي قتيل، بل لم ينهار فيها بيت واحد!
ظلت مدينة "إرزين " آمنة والحياة فيها طبيعية فلم ينهز فيها أي بناء برغم من أنها تبعد أقل من 50 ميلاً من مركز الكارثة, ولم تشهد إصابات أو وفيات بسبب الزلزال وفيما حاصرها الدمار، وظلت مطاعمها ومتاجرها مفتوحة .
أما السبب، فيعود بحسب عمدتها إلى معايير البناء المطبقة والمفروضة فيها.
رئيس بلدية إرزين أوكيش إلماس أوغو أفاد لم يسمح بأي بناء غير قانوني في المدينة ,ولم يحدث تهاون في هدم كل المنازل المخالفة, ومعظم بيوت المدينة مكونة من طابق واحد , وعدد المباني الشاهقة فيها قليل وتضم من 6 إلى 8 طوابق .
وفي هذا السياق، أكد عمر إمري، عالم الجيومورفولوجيا الذي أمضى 40 عامًا في دراسة خطوط الصدع في المنطقة ويعمل الآن مع مجموعة بحثية خاصة تدعى Fugro" أن "حالة التربة هي السبب الرئيسي لعدم تعرضها لأضرار جسيمة". وتابع شارحاً أن العديد من المدن في الجنوب التركي بنيت فوق طبقات من الرمل والطمي والطين، لذا تربتها ناعمة لاسيما في ولاية هطاي.
وقال بعض علماء الجيولوجيا إن تركيا شهدت حالات ممثالة سابقا حيث منعت التربة القاسية في بعض المناطق من انهيار المباني، مثلما حصل عام 1999 ، عندما صمدت قرية صغيرة اسمها تافسانسيل في وجه زلزال بقوة 7.6 درجة أدى إلى مقتل الآلاف في غرب البلاد.
يشار إلى أن الزلزال الذي وقع قبل 11 يوماً أدى إلى انهيار آلاف المباني في الجنوب، وسط تصاعد الانتقادات التي طالت الحكومة متهمة اياها بالتقصير في فرض القوانين ومعايير السلامة على المتعهدين.