خضع الرئيس الأمريكي جو بايدن (80 عاماً) لفحوصات طبية روتينية، الخميس، وهو إجراء حاسم لأكبر رئيس سناً ينتخب في الولايات المتحدة، والذي ينوي الترشح لولاية ثانية في 2024.
أعلن، البيت الأبيض، في بيان، أن "التقرير الخطي" لنتائج هذه الفحوصات الطبية، التي أجريت في مستشفى وولتر ريد العسكري بضواحي واشنطن، سيتم نشره في وقت لاحق. وستثير الوثيقة بالتأكيد اهتماماً أكبر من سابقتها التي تعود إلى نوفمبر (تشرين الثاني) 2021.
ورغم أن نتائج استطلاعات الرأي لا تصب في مصلحته، إلا أن بايدن أكد نيته الترشح لولاية ثانية، وقد يتنافس بذلك مع سلفه دونالد ترامب، الذي أعلن رسمياً خوضه السباق إلى البيت الأبيض.
فحوص القدرات العقلية
وبحسب الفحوصات الطبية، اعتبر أن بايدن "يتمتع بصحة جيدة" و"قوي"، لكن خبراء طبيين أشاروا إلى أن طبيبه لم يذكر الحالة العقلية للرئيس، ولا نتائج اختباراتها، وتساءلت أخصائية طب الأسرة والطوارئ جانيت نشيوات، أثناء حديثها مع قناة فوكس نيوز الأمريكية، بعد الفحص، عن نتائج الاختبارات، وعن أداء بايدن في "اختبار الحالة العقلية المصغر".
من جهة أخرى، دعت الجمهورية نيكي هايلي (51 عاماً) التي دخلت، الأربعاء، سباق انتخابات 2024، إلى إجراء فحوصات للقدرات العقلية لأي مسؤول منتخب يزيد عمره عن 75 عاماً، وهذا ينطبق أيضاً على الرئيس السابق ترامب (76 عاماً) الذي تتحداه بترشحها.
وتأمل سفيرة الولايات المتحدة السابقة في الأمم المتحدة، في الاستفادة من الرغبة في التجديد لدى الناخبين الأمريكيين، الذين لا يريدون، حسب استطلاعات الرأي، ولاية ثانية لجو بايدن، ولا ولاية رئاسية أخرى لترامب.
وفي حال ترشح لولاية رئاسية جديدة، سيكون على بايدن تحمل الحملة الانتخابية القاسية ومتطلبات عمله الرئاسي. وفي يونيو (حزيران) زل لسان بايدن خلال خطاب ألقاه في البيت الأبيض عندما عبر عن معارضة الدول الغربية لـ"العدوان الأوكراني الوحشي".
وانتشر مقطع مصور للرئيس يبدو فيه أنه قد ضل طريقه، في أكتوبر (تشرين الأول) بعد مشاركته في حملة لغرس الأشجار في حديقة البيت الأبيض، وبدا بايدن "حائراً" يتحرك في اتجاه واحد، إلا أنه توقف فجأة وسأل الحراس عن الطريق الذي يسلكونه، وعندما دله حراسه للطريق، قال ممازحاً إنه "يريد أن يسير في الاتجاه الآخر".
وهذه ليست الهفوة الوحيدة لبايدن، حيث تعرض للسخرية بسبب خطاب ذكر فيه أن هناك "54 ولاية" في الولايات المتحدة الأمريكية، بدلاً من 50 ولاية موجودة بالفعل، وفي خطاب خلال حفل استقبال الحزب الديمقراطي في بنسلفانيا، تفاخر بايدن بنجاح حزبه في الدفاع عن قانون الرعاية الصحية الأمريكي المعروف باسم "أوباما كير"، الذي تم سنه في عهد الرئيس باراك أوباما، وقال إنه بفضله حصل الديمقراطيون على غالبية المقاعد في الكونغرس في انتخابات التجديد النصفي لعام 2018.
وفي خطابه، قال بايدن: "سيحاولون (الجمهوريون) للمرة الـ499، أو أياً كان الرقم، ما زالوا مصممين على إلغاء قانون الرعاية الصحية. إذا فعلوا ذلك، فهذا يعني، ليس مزحة، الجميع". وأضاف: "لهذا هزمناهم في 2018 عندما حاولوا القيام بذلك. ذهبنا إلى 54 ولاية".
وتناولت الصحف البريطانية عدة هفوات لبايدن على الساحة الدولية، أبرزها الهفوة التي تعرض لها الرئيس الأمريكي جو بايدن حين نسي اسم رئيس وزراء أستراليا، وحملة الصين على صناعة الألعاب والتعليم الخاص بدلاً من تكنولوجيا الشرائح، كما تعرض بايدن لعدة زلات، فهو يغمغم في خطاباته، ويسقط على درجات سلم الطائرة، خلال الخطابات أو ركوب الدراجات مع بداية رحلته كرئيس للولايات المتحدة".
صحة بايدن
خضع بايدن في فبراير (شباط) 2021، لتنظير القولون تحت تخدير عام، ونقلت صلاحياته لمدة ساعة و25 دقيقة إلى نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي أصبحت لفترة وجيزة أول امرأة تملك صلاحيات رئاسية في تاريخ الولايات المتحدة.
وأكد الطبيب كيفن أوكونور أن بايدن يتمتع "بصحة جيدة" و"قوي" و"قادر" على أداء مهامه الشاقة، لكنه أشار أيضاً إلى تأثير التقدم في السن، وحجم الأدوية التي يجب تناولها، وأمراض بسيطة.
وكان الطبيب نفسه لاحظ حينذاك تصلباً أكبر في مشية جو بايدن، ربطه بحالة عصبية "خفيفة" تؤثر على قدميه، كذلك تحدث عن سعال متكرر ناجم عن ارتداد معدي مريئي.
وجو بايدن لا يدخن ولا يشرب الكحول ولا يمارس الرياضة، ولم يواجه أي مشاكل صحية كبيرة منذ خضوعه لجراحة في الدماغ عام 1988، وأصيب بكورونا في يوليو (تموز) دون أن يعاني أعراضاً خطرة.
وحتى الآن، أظهر بايدن قدرة على التحمل بالنسبة لسنه، عبر خطبه المتتالية ورحلاته، لكن تقدمه في السن يشكل أحد محاور هجمات متكررة من جانب المعارضة الجمهورية.