في الوقت الذي حقق فيه سهم شركة مناجم الفوسفات الأردنية، قفزة نوعية قي "السعر” وصلت الى مستويات رفعت معها مؤشر سوق عمان المالي الى مستوى لم يشهده منذ سنوات خلت، فقد بات السؤال الكبير، والمشروع : ما الذي أدى الى ذلك؟
في الإجابة على هذا السؤال، فإن التداعيات العالمية، وعلى رأسها اندلاع الحرب في أوكرانيا، من الأسباب التي يقفز إليها الذهن كونها سبب في ارتفاع اسعار خام الفوسفات ومنتجاتها عالمياً خاصة (DAP) مع ازدياد الطلب العالمي على الأسمدة والضغط على انتاج الغذاء والدخول الى اسواق امريكا والصين والبرازيل.
ما تقدم سبب منطقي ولا شك، لكن من الأساب الأخرى والمهمة الادارة الحصيفة للشركة والتي يمثلها تحديداً رئيس مجلس الإدارة الدكتور محمد ذنيبات، فهذه الإدارة استلمت دفة القيادة بوجود خسائر وترهل، فعملت على اجتراح الحلول والأفكار من ضبط للنفقات والتوسع بالشراكات والمشاريع الريادية سواء محلياً أو عالمياً، فكان لهذا الأثر المباشر في إعادة الثقة الى أداء الشركة المالي والإداري وانعكست تلك الثقة بشكل مباشر على "السهم”.
السبب هذا على وجه الخصوص، ولمن يراقب أداء سهم الفوسفات في البورصة، يلمس بشكل واضح طي تاريخ السهم الذي كان يوصف بأنه "سيء” بسبب ادعاءات بوجود شبهات فساد قديمة مما كان يؤثر على انطباعات المستثمر بشكل مبالغ فيه أدى الى تخفيض سعر السهم بشكل مبالغ فيه أيضاً، ولكن الصورة انعكست الآن بدرجة كبيرة، وأصبح سهم الفوسفات يشكل حالة "أمان استثماري”، وبشكل كبير ولافت يُوثّقه سعر السهم أولاً، والعمل على "اقتنائه” وليس مجرد المضاربة به.
المستقبل، وحسب المؤشرات التي يراها محللون ومراقبون اقتصاديون، ما زال مفتوحاً على مصراعيه لمزيدٍ من المفاجآت الإيجابية على صعيد الأداء المالي لشركة الفوسفات، فالعالم "متعطش” للمنتجات أكثر، ومجسات الإدارة ما زالت تعمل باستشعار كبير لالتقاط الفرص وتحويلها الى حقائق.