قال نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور جواد العناني إن خطاب العرش الذي ألقاه جلالة الملك عبد الله الثاني ركّز على قضية في غاية الأهمية، وهي أن الأردن دولة مؤسسات قامت على أسس سياسية راسخة مكّنته من الاستمرار رغم كل الظروف الصعبة التي مرّ بها.
وأضاف العناني في حديث لـ "صوت عمان" أن كل جيل في الأردن واجه تحدياته الخاصة، لكنه استطاع تجاوزها وتسليم الجيل الذي يليه القدرة على الاستمرار ومواجهة الصعوبات المستجدة، مشيرًا إلى أن المرونة التي تميز النظام السياسي الأردني مكّنته من الحفاظ على استقراره ووحدته الوطنية عبر العقود.
وأكد أن الرسالة الأساسية في خطاب الملك تتمثل في أن الأردن ماضٍ بثقة نحو المستقبل، وأن هذا النجاح نابع من التفاهم بين القيادة والشعب وتماسك الجبهة الداخلية، وهي عوامل جعلت الأردن نموذجًا في الاستقرار والنهج المؤسسي.
وفيما يتعلق بتأكيد الملك على أن الأردن لا يمتلك رفاهية الوقت، أوضح العناني أن جلالته ينطلق من إدراكه لتراكم التحديات التي واجهها الأردن خلال السنوات الماضية، بدءًا من تبعات الربيع العربي وما تبعه من حروب ونزاعات إقليمية ولجوء ونزوح أثرت بشكل مباشر على الاقتصاد والبنية التحتية والخدمات العامة.
وبيّن أن الأردن وصل اليوم إلى مرحلة تحتاج إلى إصلاحات ومشروعات كبرى تستوعب العدد الكبير من الشباب الباحثين عن فرص عمل، مؤكدًا أن جلالة الملك ركّز على ضرورة الانتقال من مرحلة التحدي إلى مرحلة العمل الجاد والتنفيذ الفوري الذي يلمس المواطن أثره بشكل مباشر.
وأضاف العناني أن جلالته لم يذكر كلمتي "البطالة" و"الفقر" بشكل مباشر في الخطاب، في إشارة إلى تفاؤله بالمستقبل وثقته بأن السنوات المقبلة ستكون أفضل اقتصاديًا ومعيشيًا، بعد فترة من الأزمات التي مرت على الأردن.
وحول تأكيد الملك على الوحدة الوطنية والتماسك الداخلي، قال العناني إن جلالته شدّد على أهمية تقوية الجبهة الداخلية إلى جانب تعزيز قدرات الجيش لحماية الأمن والاستقرار، موضحًا أن الملك يرى كل من يعيش على أرض الأردن ويعمل من أجله، بغضّ النظر عن أصله أو منطقته أو فئته، عليه نفس المسؤوليات وله نفس الفرص، وهذه هي الرسالة الجوهرية في الخطاب.
أما بخصوص ما يقلق الملك، فأوضح العناني أن جلالته تحدث بصدق وشفافية، مؤكدًا أن قلقه نابع من إحساسه العالي بالمسؤولية تجاه الوطن والمواطن، وأنه رغم التعب وضغط العمل، فإنه لا يستسلم ولا يتراجع، بل يواصل العمل بثقة وإصرار من أجل رفعة الأردن وكرامة أبنائه.
وختم العناني حديثه بالقول إن جلالته عبّر في خطابه عن علاقة إنسانية صادقة مع الشعب الأردني، قوامها الاحترام المتبادل والتكامل في المسؤولية، مشيرًا إلى أن الملك أثبت أنه "القائد والنشمي الأول" الذي يحمل هموم وطنه بإخلاص وإيمان راسخ بمستقبله.