86349--
خاص
يشهد قطاع المستشفيات الخاصة في الأردن تحديات غير مسبوقة، وسط تزايد الضغوطات المالية والإدارية التي تهدد استمرارية بعض المؤسسات الصحية وتضعها على حافة الانهيار.
المستشفيات التي كانت تعتبر من أبرز مقدمي الخدمات الطبية تواجه اليوم صعوبات هائلة في سداد الرواتب، وتأمين المستلزمات الأساسية، والتعامل مع تراكم الديون بالملايين، وهذا الواقع أدى إلى إغلاق أبواب بعضها مؤقتًا، بينما اضطر البعض الآخر للعرض في المزاد العلني بسبب التعثر المالي والإمكانات المحدودة لمواجهة الالتزامات.
قصص حية من الواقع:
إحدى المستشفيات الخاصة والتي تُعد من المؤسسات الرائدة اضطرت إلى تعليق نشاطها بالكامل بسبب عدم قدرة الإدارة على دفع رواتب الموظفين، ما ترك العديد من الموظفين بلا مصدر دخل، وأغلق أبوابه أمام المرضى الذين يحتاجون الرعاية.
مستشفى آخر، تراكمت عليه الديون، ما دفع الإدارة لعرضه في المزاد العلني، حيث هذه الأزمة المالية لم تترك أي مجال للاستمرار، حتى مع محاولات إنقاذ مؤقتة.
مستشفى ثالث وهو الذي شكل صدمة كبيرة، خاصة وأنه يعتبر من أهم المستشفيات في الأردن ويقع في موقع حيوي، يبدو أنه سيتوجه للمزاد العلني بعد أن تجاوزت ديونه قدرة الإدارة على الوفاء بالتزاماتها، ما يعكس مدى هشاشة إدارة القطاع المالي في بعض المؤسسات.
هذا الأمر أثار العديد من التساؤلات حول الأسباب، هل بسبب تراجع قدرة المرضى على دفع تكاليف العلاج في المستشفيات الخاصة، أم بسبب الإدارات الضعيفة والتي اعتمدت على أساليب إدارة غير مستدامة ولم تحسب بدقة تدفقاتها النقدية، ما أدى إلى تراكم الديون، أم بسببارتفاع تكلفة التشغيل، دون قدرة المستشفيات على تغطية هذه التكاليف بالكامل.
الأزمة الحالية ليست مجرد أرقام وديون، بل هي انعكاس مباشر لتحديات مالية وإدارية تواجه قطاعًا حيويًا في حياة المواطنين، والذي يحتاج إلى وقفة جادة لمواجهة خطر فقدان المزيد من المستشفيات الخاصة.